بيروت — سبوتنيك
وقال رفول، في مقابلة مع "سبوتنيك"، نلتقي مع روسيا على استراتيجية واحدة، وهي محاربة الإرهاب، ونشعر بارتياح لما تطرحه على المستوى الدولي، لجهة التعامل بين الدول من الند للند، دونما أحادية قطبية.
ونوّه الوزير رفول بالدور الذي تلعبه روسيا في الشرق الأوسط، مؤكداً أن "الدور الروسي والإيراني مهم جداً في إعادة الاستقرار إلى سوريا والعراق، وفتح قنوات حوار واتصال مع تركيا"
وفي سياق متصل، توقع وزير شؤون الرئاسة اللبنانية، تغيراً في السياسة الأميركية تجاه منطقة الشرق الأوسط مع تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب مقاليد الرئاسة رسميا.
وقال رفول إنه "للمرة الأولى منذ زمن بعيد، ولا سيما بعد الانتكاسات العسكرية التي أصابتها في الشرق الأوسط، خسرت الولايات المتحدة الكثير في هذه المنطقة وهو ما يفرض عليها تغييراً في السياسات، وباعتقادي فإن هذا التغيير سيسير بعكس التوجهات السابقة، أي لجهة التخلي عن التدخلات العسكرية، فلا الأمريكيين، ولا الإسرائيليين قادرين على القتال".
ومن ناحية أخرى، أشاد الوزير رفول بمجموعة دول "بريكس"، مؤكداً أنها تعكس نمطاً جديداً في العلاقات الدولية.
وأضاف إن هذا التكتل "يتميّز بعدم سيطرة دولة على أخرى، حيث القرارات تصدر بالتوافق. وبالمقابل، فإن الولايات المتحدة تصر على التعامل وفق منطق أحادي، أدارت به أوروبا، فكانت النتيجة أنها انتكست هي وأوروبا معاً، وهذا ما تؤكده الأزمات التي تضرب الاقتصاد الأمريكي، وأصبحت مدينة للهند والصين بآلاف مليارات الدولارات".
وشدد رفول أيضاً على أن "ثمة تطوراً عالمياً لا يمكن إيقافه، فأهمية البريكس تكمن في كونه تكتلاً يضم أربع قارات (آسيا، أفريقيا، أمريكا الجنوبية، وأوروبا)، وأربعة أعراق (أصفر، أسود، أحمر، وأبيض)، وأربع ديانات (البوذية، والكونفوشيوسية، والإسلام، والمسيحية)، وهي تشكل حزاماً حول العالم. هذا النهج، يجب تعميمه وتثميره بما يقود إلى الاستقرار والرخاء على المستوى العالمي).
ومجموعة بريكس، عبارة عن تكتل اقتصادي، تضم كلا من البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، وهي الدول صاحبة أسرع معدل نمو اقتصادي في العالم، ويشكلون معا 40% من مساحة الكرة الأرضية.
وعقدت القمة الأولى لمجموعة "بريكس"، في حزيران/يونيو عام 2009، بمدينة ييكاترينبرغ الروسية.
وعلى صعيد الأوضاع الداخلية، قال وزير الدولة اللبناني لشؤون رئاسة الجمهورية إن ملف النفط يأتي على رأس جدول أعمال الحكومة اللبنانية. وقال إن "الشركات الروسية كانت من أولى الشركات التي تقدمت بطلبات للدخول في مناقصات النفط والغاز، إلى جانب شركات أخرى".
وأضاف "هذا الأمر يوفر ارتياحاً عالمياً يعكس مستوى الثقة بلبنان".
وأعلن رفول أن الرئيس ميشال عون سيبدأ الأسبوع المقبل جولة خارجية هي الأولى له منذ توليه الرئاسة تشمل السعودية وقطر.
وأشار رفول إلى أن لبنان يسعى، خلال زيارة الرئيس عون إلى السعودية، إلى تحريك ملف الهبة السعودية للجيش اللبناني، لافتاً إلى أن "ثمة مشروع بقيمة أكثر من نصف مليار دولار لتعزيز قدرات الجيش اللبناني بأسلحة روسية، ونأمل في تحريك هذا الملف، في ظل الأجواء الإيجابية السائدة".
كانت السعودية قد جمدت هبة أعلنت، في آب/أغسطس 2014، أنها ستقدمها للجيش اللبناني بقيمة 3 مليار دولار.
وتسلم الجيش اللبناني بالفعل، في 20 نيسان/أبريل 2015، الدفعة الأولى من أسلحة فرنسية دفعت السعودية قيمتها، وكانت عبارة عن 16 منصة صواريخ ميلان المضادة للدروع، مع أسلحة أخرى شحنتها طائرة عسكرية فرنسية مع تأكيد من وزير الدفاع الفرنسي بتسليم الدفعة الثانية من الصفقة في مايو/أيار 2015 لكنها لم تُسلّم.
