يرى السياسي العراقي الدكتور محمود أنور، أن الهجوم على زيارة رجل الدين والسياسي مقتدى الصدر، بناء على طلب من ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، أمر مستغرب، لأن الرجل أعلن منذ البداية أنه لا يتحرك وفقاً لأجندة أحد، أو بإملاءات من أحد.
وأضاف أنور، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين 31 يوليو/ تموز، "بعض منتقدي الصدر، يعيبون عليه الجلوس مع ولي العهد السعودي بينما تتعاظم أزمات أبناء طائفته في القطيف والعوامية، بينما الصحيح أن هذا الموقف قد يكون بداية لحل كثير من الأزمات هناك".
وتابع "تحركات الصدر منذ البداية تقول إنه لا يضع نفسه في موضع المتهم أو صاحب المصلحة بين المتنازعين، فهو يرفض التدخل السعودي في الشأن الداخلي العراقي، ولكنه في الوقت نفسه يرفض الوصاية الإيرانية على الحكم في العراق، لذلك فهو أكثر شخص يناسبه دور الوسيط في حل أي أزمة".
وأوضح السياسي العراقي، الموجود في القاهرة حالياً، أن الزيارة الحالية من جانب الصدر للسعودية، والتي تمت بدعوة من ولي العهد شخصياً، هي الأولى — بشكل رسمي- منذ 11 عاماً، والسعودية تبحث في شخصية الصدر عن وساطة، لأنه يجد قبولا لدى الطرفين المتنازعين (الحكومة السعودية والمعارضة في العوامية)، حسب أنور.
وعن إمكانية أن تكون هناك رسالة من ولي العهد السعودي للعراقيين، بأن أزمة المملكة مع إيران لن تكون سبباً في توجيه سهام الاتهام لهم، قال أنور إن "ولي العهد السعودي الجديد ذكي، وبإمكانه بالفعل أن يوصل مثل هذه الرسالة بسهولة، ولقائه مع مقتدى الصدر دليل على ذلك".
وشدد على ضرورة أن تستضيف السعودية خلال الفترة المقبلة سياسيين عراقيين ولبنانيين ويمنيين ينتمون إلى طوائف مختلفة، لإزالة الصورة المتداولة في العالم العربي بأن الأزمة بين السعودية وباقي الدول، كاليمن والعراق وإيران، طائفية، ووضعها في إطارها السياسي الصحيح.
وكانت وكالة الأنباء السعودية، ذكرت في خبر لها مساء أمس، أن زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، أجرى زيارة نادرة للسعودية، أمس الأحد حيث التقى بولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومسؤولين آخرين.