هل يمكن للدور الأمريكي أن يعرقل تطور العلاقة بين روسيا ولبنان

لا تزال الكثير من الأسئلة تطرح حول الجولة التي قام بها، في الأيام السابقة، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية ديفيد ساترفيلد على القيادات اللبنانية، لا سيما أنها في طور التحضير لزيارة وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، في الأيام المقبلة، إلى بيروت، وما يمكن أن تحمله معها من مؤشرات جديدة بالنسبة إلى التوازن القائم على الساحة المحلية.

على الرغم من أن ساترفيلد طالب في زيارته إلى بيروت، اللبنانيين لعدم الإنسجام مع السياسات الإيرانية، وركز على "حزب الله"، وعبر عن رأي بلاده بضرورة رص صفوف حلفاء واشنطن في لبنان ضد حزب الله، لكن يقول البعض، إن الاهتمام الأمريكي ظهر بشكل رئيسي حول "التمدد الروسي في لبنان"، قبل زيارة مرتقبة لرئيس الجمهورية ميشال عون إلى موسكو خلال الشهر الجاري، والتي ربما ستتوج بتوقيع اتفاقيات لبنانية — روسية، لا يريد الأمريكيون أن تطال الشؤون العسكرية تدريباً أو تسليحاً، ولا في مجال النفط والغاز،ولا المسهمة في إعادة النازحين السوريين المتواجدين في لبنان الى بلادهم.

هل يمكن للدور الأميركي أن يعرقل تطور العلاقة بين لبنان وروسيا؟

يقول الخبير في الشؤون الدولية الدكتور وفيق ابراهيم في حديث لبرنامج "حول العالم" عبر أثير إذاعة "سبوتنيك" بهذا الصدد، الواقع أن هناك تراجعا أمريكيا عاما في منطقة المشرق العربي، انطلاقا من تراجع الدور الأمريكي في الميدان السوري والعراقي، ومراوحته في اليمن، وعدم نجاحه في المقاطعة والعقوبات الأمريكية على إيران، بالمقابل، هناك صعود روسي على كل المستويات، ويصادف في لبنان، أن هناك عودة لحزب الله إلى الداخل اللبناني، وهذه العودة يصادف أنها تأتي في وجه القوى المؤيدة للأمريكيين والسعوديين.

ويتابع ابراهيم قائلا: وهذا بالتأكيد ما أصاب الولايات المتحدة بالجنون، خصوصا أن الدور الروسي قد اختراق لبنان بشكل واسع، وهو يؤدي اليوم دورا ملحوظا في الداخل اللبناني، ابتداء من الشركة الروسية التي نالت حق تشغيل مصفاة طرابلس، وهذا يؤذن بأن روسيا تفتش عن دور في الاحتباط الغازي والنفطي اللبناني، ولهذا أثارت أمريكا الهجوم الروسي على لبنان كما أسمته، وكذلك عودة حزب الله إلى الداخل اللبناني، للإمساك أو المشاركة في إنتاج القرار السياسي فيه.

إعداد وتقديم: عماد الطفيلي