وبحسب وكالة "الأناضول"، اعتبر أردوغان أن تركيا تحمل وحدها أعباء اللاجئين على أراضيها، قائلا: "ليس لدينا حلا سوى فتح الأبواب أمام اللاجئين في حال لم يف الاتحاد الأوروبي بوعد الدعم الذي قطعه لنا". مضيفا: "لسنا من يقع علينا التفكير دائما بهذا الخصوص دعهم يفكرون قليلا أيضا".
وأفادت وكالة "الأناضول" أن نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل تشاتقلي، أكد أن استراتيجية بلاده الأساسية هي استقبال أية موجة نزوح جديدة محتملة من محافظة إدلب السورية، خارج حدودها.
وأكد تشاتقلي، يوم الأربعاء الماضي، خلال مؤتمر صحفي في مقر وزارة الداخلية التركية في أنقرة، أن "بلاده تبذل جهودًا حثيثة للحيلولة دون حدوث مأساة إنسانية أكبر، وحل المشكلة في تلك المنطقة باستخدام جميع الأدوات وعلى مختلف المستويات".
وبحسب الوكالة، نوه المسؤول التركي، إلى "ضرورة ألا يبقى المجتمع الدولي مكتوف الأيدي حيال المأساة الإنسانية في إدلب، وخاصة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي".
ورأى خبراء في تلعيقاتهم لوكالة "سبوتنيك"، أن أوروبا لا تريد فتح الباب أمام استقبال موجات جديدة من النازحين السوريين، وخاصة بعد سنوات من استقبالها أعداد كبيرة منهم، والعمل على تهيئتهم ودمجهم في المجتمع الأوروبي والاستفادة من إمكانياتهم وطاقاتهم.
من جهتها قالت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية مارتينا فيتس، ردًا على سؤال حول زيادة عدد الواصلين إلى الجزر اليونانية بالزوارق، إن اتفاق اللاجئين بين تركيا والاتحاد الأوروبي الموقع في مارس/ آذار 2016، اتفاق ناجح، وأنهم ينتظرون استمراره، بحسب "الأناضول".
وأشارت فيتس، إلى أن عدد اللاجئين الذين يعبرون إلى الجزر اليونانية من تركيا، أقل من العدد الذي كان قبيل الاتفاق المبرم بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
وتابعت: "الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي المبرم في 18 مارس 2016 يعد نجاحًا ونفترض أنه سيستمر". وأوضحت فيتس، أن ألمانيا تتابع عن كثب الوضع في الجزر اليونانية، وتتابع التطورات بقلق.
وذكرت أن الحكومة الألمانية تتابع مع اليونان موضوع تقديم المساعدة عند اللزوم، مشيرة أن الحكومة اليونانية ستواصل أعمالها في إطار الاتفاق التركي - الأوروبي.
وحول هذا الموضوع، لفت البرفسور محمد سلمان من جامعة "بروكسل الحرة" في بلجيكا، في حديثه لوكالة "سبوتنيك" أن: "الحكومات الأوربية لاترغب باستقبال المزيد من اللاجئين ولذلك سعت الى توطينهم في دول الجوار عن طريق تقديم المنح والمساعدات وبخاصة في تركيا حيث تستقبل أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري.
ورأى سلمان أن الحكومة التركية تتعامل مع قضية اللاجئين للحصول على المزيد من المساعدات المالية من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف: "وفي النهاية إن مصير معظم اللاجئين السوريين في دول الجوار هو العودة عاجلا أم آجلا لبلدهم الأصلي (سوريا)، ولكن بعض الحكومات تسعى لإطالة هذا الأمد بهدف استغلالهم كورقة ضغط سياسي والحصول على مزيد من المساعدات المالية من الاتحاد الأوربي".
من جهته قال الدكتور محمد كمال الجفا: " أوربا أخذت ماكانت تحلم به وحصلت على مستويات علمية وثقافية ومهنية من الحواضن السورية وتعمل منذ خمس سنوات على تأهيل وتدريب ودمج هذه الفئات العمرية في المجتمعات الأوربية وثم نخبها وفرزها وطرد من لا يصلح لأن يكون مواطنا مثاليا في هذه المجتمعات ودفعه ضمن مغريات مالية للعودة إلى وطنه".
وأضاف الجفا: "إذا لا أعتقد أن هناك أي موجة نزوح جديدة إلى أوربا ولا حتى هناك إمكانية لأن تستقبل تركيا مزيدا من اللاجئين السوريين بغض النظر عن مستوياتهم المهنية والعملية وفئاتهم العمرية"، مشيرا أن "النازحين السوريين في المخيمات على الحدود أصبحوا أمرا واقعا لا يمكن تغييره والنازحين المتسكعين في شوارع المدن والأقضية التركية وأصحاب السوابق سيتم طردهم إلى داخل سوريا، أما السوريين المنخرطين في المجتمع التركي وهي الأغلبية الساحقة وقد قوننوا أوضاعهم بشكل كامل، فقد أصبحوا جزء من المجتمع التركي والدورة الاقتصادية الطبيعية للدولة التركية.
