وأفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، صباح اليوم السبت، بأن القيادات السياسية العسكرية في إسرائيل تستعد لمواجهة بحرية مع إيران، بعد استهداف سفينة "سافيز" الإيرانية، في البحر الأحمر، الثلاثاء الماضي.
واستبعد مراقبون إمكانية المواجهة العسكرية الرسمية بين إيران وإسرائيل، خاصة في ظل انشغال الولايات المتحدة الأمريكية بمفاوضاتها مع الدول الأوروبية بشأن الاتفاق النووي مع إيران.
وذكرت القناة أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، قد توجه للقاء نظيره الأمريكي، بهدف مناقشة الملف الإيراني وطرح مخاوف بلاده الأمنية من إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي، فضلا عن الاستعداد الداخلي لزيارة وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، مساء اليوم السبت.
مواجهة محتملة
وجاء في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلا عن مسؤول أمريكي قوله، إن إسرائيل أخطرت الولايات المتحدة بهجومها على السفينة الإيرانية "سافيز"،الثلاثاء الماضي. لكن واشنطن نفت على الصعيد الرسمي تنفيذها الهجوم أو علمها به.
فيما قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، اللواء أبو الفضل شكارجي، اليوم السبت، إن بلاده لا تتهم أيا من دول الخليج بالضلوع في حادثة استهداف السفينة " سافيز" في مياه البحر الأحمر، مشيرا إلى أن أصابع الاتهام تحوم حول أعداء طهران المباشرين "الكيان الإسرائيلي وأمريكا".
نزاع مستبعد
استبعد الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب) حدوث أي نزاع مسلح رسمي شامل بحري أو غير بحري، بين إيران وإسرائيل.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن هناك عدة اعتبارات منها أن إسرائيل تعرف كيف تدير هذه اللعبة مع إيران عبر القيام بعمليات عسكرية محدودة، ولا تعلن رسميًا عنها، لكن في الوقت نفسه تسرب بعض المعلومات للصحافة الأمريكية أو الإسرائيلية حتى تقنع الرأي العام أن لديها اليد العليا على إيران في كل الكتل المائية التي تدور حولها نزاع على السيطرة والنفوذ، لا سيما الكتل في جنوب البحر الأحمر، وتحديدًا قبالة سواحل إريتريا وسواحل جيبوتي.
وأوضح أن إسرائيل تعرف بأن إيران قامت بإنشاء قاعدة عسكرية قبالة سواحل إريتريا، وهذا ما يجعل هناك تفوق إيراني نوعًا ما في هذا الملف، لا سيما وأن إريتريا دولة تقع على الضفة الغربية من اليمن، حيث النزاع المشتعل مع الحوثيين.
ويرى أن هذه الجولة محسوبة جدا بين إسرائيل ويران، ولن تتطور أكثر من ذلك لتشمل أي عمل موسع في أي مكان بحرى، إلا إذا أقدمت إيران على استهداف قطع بحرية إسرائيلية في منطقة شرقي المتوسط، أمام سواحل سوريا أو مضيق هرمز.
وأكد أبو النور أن في هذه الحالة سيكون هناك متغير جديد قد يقلب الأمور رأسًا على عقب، لكن الآن من المستبعد تطور العمليات القائمة إلى نزاع بحري رسمي بين إسرائيل وإيران.
غطاء أمريكي
من جانبه، اتفق محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، مع ما ذهب إليه أبو النور في استبعاد احتمال شن إسرائيل حربًا بحرية على إيران.
ويرى في حديثه لـ "سبوتنيك"، أنه رغم حديث وسائل الإعلام الإسرائيلية عن هذا السيناريو، لا يوجد أي احتمال لمواجهات عسكرية بين إسرائيل وإيران، وفي حال أرادت تل أبيب ذلك سيكون هناك حاجة ماسة لتغطية أمريكية كبيرة.
واعتبر أن الظروف الحالية لا تشجع على ذلك، خاصة في ظل المفاوضات التي تجريها أمريكا مع أوروبا بشأن إيران، وما يتعلق بالسلاح النووي، والعودة إلى الاتفاق النووي مرة أخرى، فالوقت غير مناسب الآن.
وعن التهديدات الإسرائيلية المستمرة، قال إن نتنياهو ربما يريد أن يفتعل خلافات عسكرية مع إيران من أجل صرف نظر العالم وإسرائيل عن تشكيل الحكومة، ومحاكمته المستمرة.
