جاءت تصريحات سلامة خلال حديث لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية قال خلالها أن "لبنان يعاني من عجزين كبيرين. الأول نتج عن الموازنات التي اعتمدتها الحكومات وصوت عليها البرلمان، والتي لم تأخذ في الاعتبار الحاجة إلى الإصلاح، والتي شرعت في زيادات كبيرة للغاية في الأجور في القطاع العام في تشرين الثاني 2017".
وأضاف سلامة قائلا: "الثاني يتعلق بالحساب الجاري مع الواردات المفرطة، بما يتجاوز احتياجات البلد على مدى ثلاث سنوات، بين عامي 2017 و 2019، بلغت وارداتنا 65 مليار دولار. وانخفض حجم وارداتنا اليوم إلى النصف. ويرجع ذلك أساسا إلى حقيقة أن لبنان لم يستورد لنفسه فقط بل لسوريا أيضاً إلى هذين العجزين وهما نتيجة قرارات سياسية في المقام الأول، أضيفت عوامل منذ نهاية عام 2019 إغلاق البنوك، وتفجير المرفأ، والأزمة الصحية العالمية".
وبشأن الملف في سويسرا، أوضح سلامة أن "هناك تحقيقا أوليا في سويسرا، لا يمكنني الإفصاح عن معلومات لاحترام سرية التحقيق، لكني أكرر أنني لم أستفد قط من الأموال غير المشروعة على حساب مصرف لبنان، لا بشكل مباشر أو غير مباشر".
وتابع "مثل الكثير من اللبنانيين، أنا ممتن جدا للرئيس إيمانويل ماكرون على جهوده لإنقاذ لبنان، لمجيئه إلى هنا بسرعة بعد الانفجار المأساوي في ميناء بيروت. إن البنك هو الأداة الوحيدة التي تمول احتياجات القطاعين العام والخاص والتي تضمن استيراد السلع الأساسية"، معتبرا أنه "لو كان هناك "مخطط بونزي" كما نتهم، لكان النظام المالي قد انهار ولن يكون هناك المزيد من المال. فيما يتعلق بخياراتنا لمدة ثلاثين عاما، كانت مهمة البنك هي ضمان سيولة الاقتصاد. في بلد "دولرة" مثل لبنان، من الضروري أن يكون للبنك القدرة على التدخل في السوق بهذه العملة. كان علينا جذب السيولة بالعملة الأجنبية لتلبية احتياجات القطاعين العام والخاص، وعلى العكس من ذلك، سحب العملات المتداولة عند وجود فوائض. لذلك كان علينا العمل في السوق. تطلب هذه "الهندسة" من أجل الحفاظ على النمو الاقتصادي والقوة الشرائية للبنانيين. على عكس ما قرأته، لم ندفع أبدا أسعار فائدة مفرطة".
ولفت سلامة إلى انه "عندما نقارن أسعارنا مع أسعار جيراننا مثل مصر أو تركيا، كان لبنان يدفع معدلات فائدة أقل. كان هذا النظام يقوم على الثقة. وقد أدى العجز المتكرر في ميزانية الدولة إلى إضعاف هذه الثقة. الفضل اليوم للبنك المركزي لبقاء الدولة، لأنه راكم احتياطيات كبيرة من العملات الأجنبية. مصرف لبنان هو العمود الأخير من أركان البلد".
وكشف سلامة أن "الدولة تمتلك 16.350 مليار دولار من السيولة الخارجية وما يعادل 18 مليار دولار من احتياطي الذهب. هذا مهم ويساعد على منع أي انهيار. لذلك فإن لبنان لديه مجال للمناورة، حتى لو كنت مدركا للصعوبات التي يواجهها بعض أبناء وطننا يوميا. لقد وضعنا خطة لإنهاء الأزمة. إذا تم تشكيل حكومة، وتمكنت الأخيرة من استعادة الثقة واستمر اتباع توصيات البنك المركزي، ستخرج البلاد من الأزمة".