اليمن... دعوات إلى تشكيل "تحالف إنقاذ" بعد وصول الخيار العسكري لطريق مسدود

دعا مسؤولان يمنيان بارزان، اليوم الثلاثاء، إلى تشكيل تحالف لإيقاف الحرب وبدء حوار سياسي لإنهاء الصراع المستمر في البلد منذ نحو 7 أعوام، مشيرين إلى تحول الحرب ضد الحوثيين إلى أهداف أخرى غير التي أعلنت من أجلها.

وقال بيان لرئيس مجلس الشورى اليمني، أحمد عبيد بن دغر، ونائب رئيس مجلس النواب عبد العزيز جباري، حصلت وكالة "سبوتنيك" على نسخة منه، "ندعو كل أبناء الوطن إلى تحالف منقذ.. يسعى إلى وقف فوري للحرب، وحوار وطني شامل لا يٌستثنى منه أحد، برعاية أممية ودعم قومي، يكون هدفه الوصول إلى سلام عادل ودائم وشامل، يستند إلى المرجعيات الوطنية التي شكلت يوماً ما محلاً للإجماع الوطني".

وأضاف "أنها دعوة موجهة للشعب اليمني أولا، ولنوابه وأعضاء مجلس الشورى وقادة الأحزاب والقوى السياسية الوطنية، وقادة المجتمع والنخب الثقافية والإعلامية، المرأة والشباب، دعوة فرضتها تطورات الأحداث ومسار المعركة".

ودعا البيان فرقاء الصراع إلى "أن يغلبوا المصلحة الوطنية على ماعداها، وأن يحتكموا إلى الإرادة الشعبية وصوت العقل، وأن يبعثوا الحكمة اليمنية من مرقدها".

وأرجع البيان ذلك إلى "ما قد آلت إليه الأمور منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية والدولة، وما انتهت إليه محاولة استعادة الدولة يمنياً وعربياً"، مضيفاً، "لقد غدت الأمور أكثر وضوحاً الآن، وانتهى الخيار العسكري إلى طريق مسدود، يكاد يعلن عن نفسه بالفشل".

وقال إن "الجمهورية والوحدة وهما أعظم إنجازات شعبنا في تاريخه المعاصر تتعرض لتدمير ممنهج، تدمير مقصود ومموَّل ، الحوثيين ذو النزعة العنصرية السلالية مصدره الأول. وسياسات تفكيكية تعمل على تقسيم وتمزيق الوطن والمجتمع".

وذكر البيان أن "الشرعية قد تنازلت كثيراً عن دورها الريادي القيادي للمعركة تدريجياً، وشُلَّت حركتها، أو تكاد"، مؤكداً أن ذلك "ترك أثراً سلبياً على المواجهة مع الحوثيين، وبالطبع مع الإيرانيين في اليمن".

وأعرب عن "التقدير للتحالف العربي جهوده السياسية والعسكرية والإغاثية"، معتبراً أن "السياسات التي قادت المعركة مع الحوثيين قد ذهبت باليمن إلى أهداف مختلفة عن تلك التي أعلنت عنها عاصفة الحزم".

ودعا البيان إلى "مصارحة الشعب بحقائق الأمور"، مشيراً إلى أن "الخطاب السياسي والإعلامي لا يقول الحقيقة كاملة".

وأكد أنه "لا زال هناك متسع من الوقت والجهد للإنقاذ ووقف الكارثة، وإعادة الأمور إلى نصابها"، معتبرين "الصمت اليوم على الأوضاع الراهنة مشاركة في صناعة هذه الكارثة التي اتضحت معالمها إلا لجاهل أو متجاهل".

وختم البيان بالقول، "يسكننا اليقين أن السلام لا يتحقق ما لم تدعمه إرادة وطنية جامعة، وأنه مهمة القوى الوطنية الحية الحرة من أبناء اليمن. إننا ندعو ونرحب بجهودٍ نشطة لجمهورية مصر العربية وللجامعة العربية في هذا الشأن".

وتستمر منذ 2015 معارك بين الجيش اليمني المدعوم بتحالف عربي بقيادة السعودية وجماعة "أنصار الله"، حيث تسعى الحكومة اليمنية إلى استعادة الأراضي التي سيطرت عليها الجماعة، من بينها العاصمة صنعاء أواخر 2014.

وتسبب النزاع الدموي في اليمن بمقتل وإصابة مئات الآلاف؛ فضلا عن نزوح السكان، وانتشار الأوبئة والأمراض.