خطر يهدد "نهر القيامة الجليدي" في القطب الجنوبي

دق علماء البيئة ناقوس الخطر بعد اكتشاف علامات مقلقة في الطرف الجنوبي من الكرة الأرضية، لا سيما في أحد الجروف الجليدية التي تحمي ما يسمى بـ "نهر القيامة الجليدي".

فوفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، قدم الباحثون صورا ملتقطة عبر الأقمار الصناعية في الاجتماع السنوي للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي، تشير إلى أن الجرف الجليدي المهم الذي يحافظ على تماسك "نهر القيامة الجليدي" غربي القارة القطبية الجنوبية، يمكن أن يبدأ بالتحطم في غضون 3 - 5 سنوات.

ويقول الباحثون إنه إذا انهار نهر القيامة فقد يرفع ذلك مستويات سطح البحر بعدة أقدام، ما يعرض المجتمعات الساحلية وكذلك الدول الجزرية المنخفضة للخطر، وفقا لما نقلته الشبكة.

ونقلت الشبكة عن تيد سكامبوس، عالم الجليد في جامعة "كولورادو بولد" الأمريكية، رئيس منظمة "Thwaites Glacier Collaboration" الدولية، قوله إنه لا يزال هناك عقود قبل أن يشهد العالم تسارعا حقيقيا وارتفاعا إضافيا في مستوى سطح البحر.

وأضاف أن "ما يلفت الانتباه حول نهر القيامة هو أن التغيير سيستمر بنتائج دراماتيكية إلى حد ما خلال العقود القليلة القادمة".

من جانبه، قال بيتر ديفيس، عالم المحيطات في هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي، إن "أكثر ما يثير القلق بشأن النتائج الأخيرة هو أنها تشير إلى انهيار هذا الجرف الجليدي"، مشيرا إلى هذا النوع من حزام الأمان الذي يحمل الجليد على الأرض بهذا الشكل.

وأضاف "إذا فقدنا هذا الجرف الجليدي، فسوف يتدفق النهر الجليدي إلى المحيط بسرعة أكبر، ما يساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر بدرجة كبيرة".

ولفتت الشبكة إلى أن النهر الجليدي، الذي يعادل حجم بريطانيا، يمثل حوالي 4% من الارتفاع السنوي لمستوى سطح البحر العالمي، ويفقد ما يقرب من 50 مليار طن من الجليد كل عام، وأصبح أخيرا شديد التأثر بأزمة المناخ.

وأشارت إلى أن سقوط الجرف الجليدي سيؤدي إلى الانهيار الوشيك للنهر الجليدي الحرج في القارة القطبية الجنوبية.

ويعرف النهر بهذا الاسم نظرًا للمخاطر الجسيمة التي يشكلها أثناء عملية الذوبان إذ إنه ألقى بمليارات الأطنان من الجليد في البحر، ويمكن أن يؤدي زواله إلى تغييرات لا رجعة فيها في جميع أنحاء الكوكب.