الإمارات ترفع سقف التحدي الإنساني بـ"حملة المليار وجبة"

بحلول شهر رمضان المبارك أطلقت الإمارات مبادرة إنسانية جديدة رفعت بها سقف التحدي الإنساني، من خلال الإعلان عن توفير "مليار وجبة غذائية" في خمسين دولة بهدف مكافحة الجوع.

وتأتي هذه الخطوة في استجابة مباشرة للاضطرابات الاقتصادية حول العالم جراء أزمة أوكرانيا وتداعيات جائحة كورونا.

المبادرة هي أحدث مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ضمن سلسلة مبادرات خيرية تنفذها مؤسسات العمل الإنساني في مختلف بقاع العالم، وقد أطلقت المبادرة موقعا إلكترونيا، ووفرت آليات مختلفة لتلقي التبرعات لتمويل هذه المبادرة الكبرى.

كانت هذه السلسلة من المبادرات بدأت في شهر رمضان 2020 بحملة الـ "10 ملايين وجبة" للفئات الهشة والأقل دخلا، وتلتها حملة الـ "100 مليون وجبه" في 2021، في رسالة تضامن مجتمعي مع الأفراد والأسر ممن فقدوا مصادر دخلهم بسبب الظروف التي فرضها الوباء العالمي.

وتشير تقديرات إلى أن طفلا واحدا على الأقل يفقد حياته كل 10 ثوانٍ جراء الجوع وسوء التغذية، ويموت 25 ألف شخص يومياً منهم 10 آلاف طفل حول العالم ، فيما يبيت أكثر من 800 مليون إنسان حول العالم جائعين كل يوم، وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعاني 52 مليون إنسان نوعاً من أنواع الجوع أو سوء التغذية أغلبهم من النساء والأطفال.

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال رئيس تحرير موقع إرم نيوز، تاج الدين عبد الحق، إن "العمل الخيري جزء أصيل من نشاط الدولة في الإمارات، وهو أداة من الأدوات الناعمة للدبلوماسية الإماراتية التي استطاعت أن تتواجد في كثير من المساحات بدول العالم الثالث في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط"ز

وأشار إلى أن المبادرة "تأتي تحت مظلة المؤسسات الرسمية، وبمشاركة واسعة من المجتمع وهذه المشاركة هي أحد مستهدفات الحملة من أجل إشاعة ثقافة العمل الخيري بين شرائح المجتمع الإماراتي الذي يتمتع بمستوى مادي جيد يؤهله أن يكون مشاركا وفعالا ".

وأكد الكاتب أن الإمارات "لا تحاول توظيف المساعدات لأجندات سياسية وحريصة على أن تصل هذه المساعدات لكل محتاج، وهي بلد يضم موزاييك من الجنسيات بما يجعلها قادرة على التعامل مع الجميع على قدم المساواة، وهي الدولة الوحيدة التي لديها وزارة خاصة للتسامح بتأكيد أنها تقف على مسافة واحدة من جميع الجنسيات والأعراق".

وأوضح الكاتب الصحفي أحمد إبراهيم، أن اختيار مبادرة الوجبات "جاء في أجواء شهر رمضان للتعود على الجوع ولنغذي ونشعر بمن لا يتغذى، وهذه المبادرة الرائعة من الشيخ محمد بن راشد هي من واجهات إماراتية لها استدامة واستقامة وتواصل من الماضي للحاضر، وقد كانت يوما ما في البوسنة والصومال وكشمير وأفغانستان، وحتى أيام نزع الألغام اللبنانية، وعلى مدار أربعة عقود كانت الأيادي الإماراتية موجودة لتشعر الإنسان بأنه إلى جانب الإنسان".

وأوضح الكاتب أن المبادرة "لم تكتف بتوفير الطعام، وإنما أرادت أن تكون هناك واجهات أخرى للمقيمين لتتضمن إقامات مرنة وإقامات ذهبية، وسلسلة اتصالات مرنة للمستثمرين والزائرين والسياح، بحيث يكون ما تنعم به الإمارات في خيامها السباعية مفتوحا لكل من يسكن على كوكب الأرض".

وحول العمل العربي في مجال الأعمال الإنسانية والخيرية قال رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية في مصر، طلعت عبد القوى، إن "القضاء على الجوع هو الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وأيضا في استراتيجية 2030 المصرية" مشيرا إلى أن "مصر لها تجربة رائدة تتمثل في بنك الطعام المصري، الذي يوفر استدامة في توفير الطعام لعدد كبير من المحتاجين، فضلا عن المبادرات المحلية مثل المبادرة الرئاسية حياة كريمة وبرنامج تحيا مصر، كما تقوم الجمعيات الأهلية القاعدية بتقديم وجبات ومواد غذائية للمنازل خلال شهر رمضان، وهو أمر منتشر بقوة في مصر ويمثل هدفا من أهداف الجمعيات الأهلية خاصة في المناطق الأكثر احتياجا، وهناك منظومة متكاملة وتنسيق بين الجمعيات لضمان وصول المساعدات لمستحقيها".

وأكد رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية أن "هناك عقبات تواجه العمل الإنساني في مناطق الصراعات، لكن هذا لا يستوجب أن نؤخر الطعام عن الجياع بغض النظر عن التحديات، وهي أمور طارئة يتعين التعامل معها بقوة".

للمزيد تابعوا برنامج "مساحة حرة"..

إعداد و تقديم: جيهان لطفي