نائب سوري لـ"سبوتنيك": مرسوم العفو الرئاسي عن جرائم الإرهاب يقلب صفحة الحرب

أثار المرسوم التشريعي رقم /7/ للعام 2022، الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، حالة من الارتياح لدى الأوساط الاجتماعية والرسمية السورية.

ويعد هذا المرسوم وفقًا للمراقبين الأول من نوعه كونه يشمل كل مواطن سوري يحمل الجنسية على أن لا يكون هناك وثائق تثبت إدانته بالقتل المباشر من دون أية مساءلة ومن دون الحاجة إلى إجراء تسوية أوضاع كما هي العادلة في قوانين ومراسيم العفو السابقة.

وفي هذا السياق أوضح البرلماني السوري وعضو اللجنة الدستورية في مجلس الشعب، المحامي فيصل جمول، في حديث خاص لـ "سبوتنيك" أن "مرسوم العفو الجديد يعد مكرمة كبيرة ويختلف عن قوانين العفو السابقة كونه يشمل كامل الجرائم التي تخضع لقانون مكافحة الإرهاب رقم /19/ للعام 2012 ويستثني من تلطخت أيديهم بالدم السوري".

نائب سوري لـ"سبوتنيك" : مرسوم العفو الرئاسي عن جرائم الإرهاب يقلب صفحة الحرب

© Sputnik . Mohammad Damour

وعن السياق السياسي لمرسوم العفو، أشار جمول إلى أن "هذا القانون يوضح للعالم أن سوريا لم تكن كما يصفها الغرب وأن الإرهاب لم يكن موجودا فيها بل إن الولايات المتحدة ودول الغرب هي من أوجدت التنظيمات الإرهابية التي جاءت إلى سوريا من كل أنحاء العالم، وأن الإرهاب فيها لم يكن إرهاب فرد بل هو إرهاب دول قادت الحرب الإرهابية على الدولة السورية من أجل تدميرها وسرقة خيراتها، وما حصل في سوريا خلال هذه الحرب هو مؤامرة من إجل إسقاط الدولة وجعلها فاشلة وتدمير حضارتها وزراعتها وصناعتها وتاريخها العظيم الذي يمتد لعشرات آلاف السنين".

وأضاف: "يهدف هذا المرسوم إلى عودة السوريين إلى وطنهم ودولتهم لكي يساهموا في إعادة بنائها وإعمارها بعد أن صمد الشعب السوري وصمدت الدولة السورية والقيادة السورية في وجه الدول المتآمرة، لكي لا يظلوا عرضة للابتزاز من قبل هذه الدول التي دمرت بلادنا والتي سبق أن نصبت خيم اللجوء للسوريين منذ الساعات الأولى للأحداث في سوريا واعتبرتهم لاجئين، فيما احتضنت سوريا كل من لجأ إليها وكرمته وأعزته ولم تهنه كما فعلت تلك الدول باللاجئين السوريين الذين هربوا من بطش الإرهابيين، حيث قامت هذه الدول بإذلالهم وإهانتهم وابتزازهم، وسوريا اليوم تدعوا أبناءها إلى العودة لبناء وإعمار بلدهم، ولكي يتخلصوا من الذل والإهانة والابتزاز ومن الدول التي تريد استعمالهم ضد دولتهم وبلدهم".

نائب سوري لـ"سبوتنيك" : مرسوم العفو الرئاسي عن جرائم الإرهاب يقلب صفحة الحرب

© Sputnik . Mohammad Damour

وأردف البرلماني السوري، قائلا: "أدعو كل الإخوة السوريين في الخارج للعودة إلى حضن الوطن كي نعيد إعمار سوريا التي دمرها تآمر الدول التي أرادت إسقاطنا، فالولايات المتحدة الأمريكية التي تنادي بالحرية تحتل أرضنا، وكذلك تفعل تركيا التي تنادي بحرية الشعب السوري، هذه الدول تحتل أرضنا خلافا لكل القوانين الدولية وتنتهك حقوق الإنسان السوري كل يوم وترتكب جرائم حرب بحق السوريين، وهو ذات الشيء الذي يحدث في أوكرانيا؛ فما يجري هناك من حرب إرهابية من قبل النازيين الجدد يأتي بدعم من الولايات المتحدة ودول الغرب المتغطرس التي لا تريد لشعوبنا الأمان ولا الحرية بل تريد أن تكون دولنا فاشلة وتابعة لها".

وعن الخشية من عودة الأمور إلى مربعها الأول ثانية بعد عودة السوريين من الخارج قال جمول: "السوريون أبناء حضارة عظيمة وكثير من هؤلاء غرر بهم من خلال وسائل الإعلام المشبوهة، وأعتقد أن غالبيتهم قد تعلموا الدرس وأيقنوا أن الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل ودول الغرب لا يريدون الخير لنا ولا يريدون لنا أن نبني دولتنا بل هدفهم تدمير شعوبنا وبلداننا، ونحن السوريين نريد جميعا أن نعيد بناء بلدنا وأن نكون شركاء جميعا في ذلك، وهو ما يعبر عنه صدور قانون العفو الجديد، لكي يعود كل سوري وطني أما البعض فلن يعود لأن له أجندة مع الدول التي يرتبط بها، ونحن نريد عودة السوريين الوطنيين لكي نبني ونحمي سوريا معا".

وأجمع الخبراء والسياسيون السوريون على أن مرسوم العفو الرئاسي يقلب صفحة الحرب بما في الممارسات التي تم توريط شريحة كبيرة من السوريين بارتكابها.

نائب سوري لـ"سبوتنيك" : مرسوم العفو الرئاسي عن جرائم الإرهاب يقلب صفحة الحرب

© Sputnik . Mohammad Damour

ويقضي المرسوم التشريعي رقم /7/ للعام 2022، بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين قبل تاريخ 30 نيسان/ أبريل 2022، عدا التي أفضت إلى موت إنسان، والمنصوص عليها في قانون مكافحة الإرهاب رقم /19/ لعام 2012، وقانون العقوبات الصادر بالمرسوم التشريعي رقم /148/ لعام 1949 وتعديلاته.

ولا يؤثر هذا العفو على دعوى الحق الشخصي، وللمضرور في جميع الأحوال أن يقيم دعواه أمام المحكمة المدنية المختصة، ويُعد هذا المرسوم نافذاً من تاريخ صدوره.

وتجدر الإشارة إلى أن معظم المحافظات للسورية شهدت خلال الفترة الماضية تسويات أوضاع شملت أعدادا كبيرة من المواطنين السوريين وفقا لقوانين ومراسيم رئاسية بهدف عودة هؤلاء إلى أعمالهم وحياتهم الطبيعية، وطي صفحة الحرب التي نغصت حياة السوريين منذ أحد عشر عاما.