مجلة تقارن بين إمكانات "سو 57" و"إف 14" في "حرب إيرانية" مفترضة

سلطت مجلة متخصصة بالسلاح والعتاد العسكري الضوء على أحد الأفلام الأمريكية الهوليوودية، حيث ظهر في الفيلم اشتباك بين مقاتلتين روسية وأمريكية في صراع بدولة افترضت المجلة أنها إيران، وكالعادة، استطاع المخرج الهوليوودي تحقيق نصر مفترض لأبطال مفترضين لم يتغيروا في أفلامهم أي "البطل الأمريكي".

وتظهر مشاهد فيلم "Top Gun-Maverick" قيام كل من توم كروز وصديقه بإسقاط مقاتلتين من طراز "سو 57"، خلال قيادتهما طائرات "إف 14" خلال اشتباك "جو جو"، حيث أكدت المجلة أن هذه المشاهد لا تتعدى المشاهد الخيالية لأن الواقع مختلف تماما.

وعلى الرغم من أن مشاهد الفيلم أظهر قدرات "سو 57" الفائقة بالمناورة، بحسب المجلة، إلا أن الطيارين استطاعا إسقاط المقاتلات المصنعة في روسيا، على الرغم من قيادتهم مقاتلات "إف 14" تم إظهارها على أنها أكثر رشاقة بحسب وصف "ميلتاري واتش". الأمر الذي جعل "هذا الإنجاز يبدو أكثر تميزا"، على الرغم من تأكيد كبار الضباط أن المقاتلتين تفصل بينهما أجيال من الزمن في ساحة المعركة الحديثة.

الحقيقة مختلفة تماما عن عالم الخيال "الهوليوودي"

أكدت المجلة المتخصصة بالسلاح والعتاد العسكري أن المعركة بين "سو 57" و"أف 14" ستنتهي بشكل مختلف تماما، عن ذلك الذي عرض في فيلم "Top Gun: Maverick"، ​​ومن المؤكد أنها ستحدث في ما وراء النطاقات المرئية، أي أن "إف 14" ستتدمر قبل أن تستطيع رصد مقاتلة "سو 57" والاشتباك معها.

"على الرغم من أن "إف 14" تفتخر بتزويدها برادار أكثر تطورا، إلا أن ماسحه ميكانيكي وليس إلكترونيا ويتفوق عليها رادار "سو 57" بأجيال بالإضافة إلى تزويدها بـ6 رادارات تمسح ضوئيا وإلكترونيا ونظام بحث وتتبع بالأشعة تحت الحمراء".

المقاتلة الأمريكية ستكون "عمياء"

أكدت المجلة أن الفجوة التكنولوجية الهائلة بين المقاتلات ونظام الحرب الإلكترونية المتقدم التي زودت بها "سو 57" مع رادار "AESA"، من المرجح أن تترك "إف 14" بحالة عمى وبالتالي أكثر عرضة للاستهداف في المدى.

"يمكن للطائرة "سو 57" أيضًا استخدام قدرات التخفي، جنبا إلى جنب مع قدرتها على العمل بدون تشغيل الرادار (بهدف التخفي التام) باستخدام مستشعر الأشعة تحت الحمراء، لتحييد هذه المقاتلات في نطاقات متوسطة دون السماح للخصم بالحصول على قفل رادار، بالإضافة إلى ذلك، تستطيع "سو 57" الاشتباك بهذه المقاتلات من زوايا شديدة للغاية، مدعمة بمناورة بقدرة فائقة والتي تعتبر الأفضل في العالم، بينما تعتبر "إف 16" غير قابلة للمناورة حتى بمعايير جيشها".

تستفيد طائرة "إف 16" من تطوير صاروخ إيراني جديد "Fakour 90"، بمدى يقدر بـ 250-300 كيلومتر ورأس حربي كبير يزيد عن 50 كيلوغراما، مما قد يسمح لها بالتهديد، لكن مقاتلات "سو 57" لديها صواريخ طويلة المدة تصل إلى 400 كيلومتر، أي أن قدرات "إف 14" سيتم إبطالها إلى حد بعيد.

أشارت المجلة إلى حقيقة أخرى تدحض رواية الفيلم الخيالية، وهي الارتفاع التشغيلي العالي للطائرة "سو 57" وأداء الطيران الفائق في كل مكان، الذي سيؤثر على "إف 14"، ويؤدي إلى مشاركة من جانب واحد تمامًا في المعركة، أي أن "سو 57" ستستهدف المقاتلة الأمريكية ببساطة بدون اشتباك.

بالإضافة إلى ذلك، تمتلك "سو 57" أطول مدى، وعلى الرغم من كونها بنفس الوزن تقريبًا، يُعتقد أنها أرخص للعمل مع تكاليف تشغيلية ومتطلبات صيانة أقل بكثير. في حين الطائرات الأمريكية "كمقاتلات تفوق جوي رائدة في العالم قد ولت منذ فترة طويلة"، وعلى الرغم من أنها "لا تزال الطائرة الرمز لعصرها، إلى حد بعيد المقاتلة هي الأكثر قدرة في الخدمة الإيرانية".

المقاتلة الروسية "سو-57"

© Sputnik

وأشارت المجلة إلى أنه مع عدم توقع تقاعد المقاتلات الإيرانية من طراز "إف 14" في المستقبل المنظور، والاستمرار في ترقيتها محليًا، إلا أن روسيا تستمر بإنتاج وتطوير مقاتلة "سو 57" بمعدل متسارع.

ونوهت المجلة إلى أنه على الرغم من أن إيران لا تمتلك حاليا مقاتلات "سو 57"، لكن "قد يتغير هذا قريبا لأن روسيا الآن ليست فقط أكثر استعدادا لبيعها المقاتلات، لكن التهديد المحتمل بشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية يستمر في النمو مع تحرك الدولة الإيرانية لتسريع برنامجها النووي"، خصوصا في أعقاب انسحاب إدارة دونالد ترامب من جهة واحدة من الاتفاق النووي.