مفاوضات قائمة... ما إمكانية تشكيل حكومة إسرائيلية بديلة تجمع بين بينيت ونتنياهو؟

في خضم المعارك الشرسة التي يخوضها بنيامين نتنياهو ضد الحكومة الإسرائيلية بقيادة نفتالي بينيت، ومحاولته إسقاطها بكل الطرق، والذهاب لحكومة بديلة برئاسته، أو الذهاب لانتخابات مبكرة، يبدو أن مباحثات ما جارية بشكل سري من أجل اتفاق يجمع الغريمين.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أنه نظرا للوضع السياسي الهش الذي يعيشه الائتلاف الإسرائيلي الحالي بزعامة نفتالي بينيت، ويمر به منذ توليه الحكم قبل حوالي العام، فإن بينيت قد بحث، أمس، إمكانية تشكيل ائتلاف جديد مع نتنياهو.

وأفادت القناة العبرية بأن نفتالي بينيت مهتم باستمرار الائتلاف الحاكم وتنفيذ سياساته، ولكن الوضع السياسي الضعيف الذي يعيشه منذ عام، خاصة مع تكرار تقديم بعض أعضاء الكنيست استقالاتهم من البرلمان الإسرائيلي، قد يدفعه للانضمام إلى نتنياهو وحزب "الليكود" الحاكم السابق لتشكيل حكومة بديلة في البلاد.

وطرح البعض تساؤلات بشأن حقيقة هذه المفاوضات، وإمكانية قبول الطرفين بصفقة الحكومة البديلة، لا سيما في ظل محاولة نتنياهو تشكيل حكومة يهرب بها من المحاكمات التي تلاحقه، ومحاولة بينيت الاستمرار في المعترك السياسي في ظل شبح الانهيار الذي يحوم حول ائتلافه الحاكم.

حكومة بديلة

ونقلت القناة العبرية عن مصادر سياسية أن بينيت عقد جلسة مغلقة، مساء أمس الخميس، في مقر "الكرياه" بتل أبيب (مقر القيادة في البلاد) لمناقشة هذا الأمر، وذلك بعد توالي عدم مصادقة الكنيست على مشاريع قرارات قدمتها حكومته، مؤخرا.

ونشر نتنياهو تغريدة جديدة له عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، مساء أمس الخميس، أكد من خلالها أن هناك إجابات أو ردود واضحة حيال ما يقدمه نفتالي بينيت، رئيس الحكومة الحالي، تجاه الفلسطينيين.

وجاء تصريح نتنياهو تعليقا على خبر نشره الموقع الإلكتروني العبري "واللا"، والذي يفيد بأن الإدارة الأمريكية طلبت من إسرائيل اتخاذ خطوات جديدة وإيجابية بشأن الفلسطينيين قبيل زيارة الرئيس جو بايدن المقررة للبلاد الشهر المقبل.

أمر غير مستبعد

اعتبر منصور دهامشة، سكرتير القائمة العربية المشتركة، أن الحديث عن محاولة رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت تشكيل حكومة بديلة بالتعاون مع بنيامين نتنياهو ليس مستبعدًا، في ظل الفشل الذي منيت به الحكومة الفترة الأخيرة، وفشلها في تمرير الكثير من القوانين المهمة.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هذه الحكومة منذ تشكيلها أثبتت أنها حكومة يمينية متطرفة لا تختلف كثيرا عن حكومة بنيامين نتنياهو، وتاريخ الحكومة وتصرفاتها خلال العام الماضي أثبت ذلك الحديث بشكل قاطع، بل كانت أسوأ من حكومة نتنياهو، لذلك لا فرق في السياسية والطرح والفكر بينهما، وهم أقرب ما يكونوا إلى بعضهم البعض، في ظل تقارب بينيت ونتيناهو في السياسية والاستراتيجية والعنصرية.

ولم يستبعد دهامشة إمكانية التوصل إلى حكومة بديلة بينهما، لا سيما وأن نتنياهو في حاجة لأن يكون في الحكومة من أجل أن يهرب من ملاحقته القانونية، وبينيت بحاجة لأن يستمر في هذه الحكومة كونه رئيس الوزراء، وهناك تراجع كبير من مؤيديه وأعضاء حزبه، وهو بحاجة للاستمرار في الحكم والمعترك السياسي، لذلك هو مستعد أن يخطو مثل هذه الخطوة، وليس مستغربًا أن يحدث هذا الأمر.

وأكد أن الإدارة الأمريكية طلبت من إسرائيل اتخاذ خطوات إيجابية وبناءة تجاه الفلسطينيين، على رأسها الموافقة على وجود رمزي لمسؤولي السلطة الفلسطينية عند جسر اللنبي بين الضفة الغربية والأردن، بدعوى أن هذا المعبر الحدودي يخدم الفلسطينيين بشكل أساسي.

وكان بينيت قد أرجأ هدم منزل فلسطيني بدعوى مشاركته في عملية "إرهابية" ضد مواطنين إسرائيليين، وهو ما علق عليه نتنياهو، رئيس المعارضة الإسرائيلي الحالي، بأنه لطالما عارض مثل هذه الخطوات أو المطالب الفلسطينية المشابهة.

وقال نتنياهو: "يجب أن تكون الإجابة حادة وواضحة: لا.. لا لدولة فلسطينية.. لا لتقديم تنازلات.. لا للخضوع".

تغيرات سياسية

بدوره استبعد محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، فرضية تشكيل رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت حكومة بديلة بمشاركة بنيامين نتنياهو، حيث سبق وأن رفض هذا الأمر، وكان باستطاعته تشكيلها منذ البداية.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الوضع الحالي في الائتلاف الحاكم لا ينذر بالخير بالنسبة لبينيت، فهناك عدة نواب يهددون بعدم التصويت مع الائتلاف، وهو عمليًا يزعزع الائتلاف الحكومي ويعطي إمكانية لتشكيل حكومة بديلة، نظرًا لأن معظم مركبات هذه الحكومة لا ترغب في انتخابات مبكرة، بسبب الوضع الاقتصادي العام للأحزاب، والوضع السياسي الداخلي والإقليمي، حيث تحد هذه الأمور من فرص الذهاب لانتخابات مبكرة.

وتابع: "يبقى السؤال المطروح عن إمكانية قبول بينيت أن يكون وزيرًا في حكومة بقيادة نتنياهو بعدما كان رئيسًا للحكومة؟، الأمور ليست واضحة، لكن الإمكانية واردة، نظرًا لأن اليمين يسعى لتشكيل حكومة بديلة، وهو ما يتزامن مع اجتماع لابيد بالحريديم، وهو ما يؤكد أن هناك تغيرات طرأت على الحلبة السياسية".

ويرى كنعان أن في إسرائيل كل شيء ممكن في عالم السياسة، ولا توجد أي حكومة تستطيع أن تستمر طويلًا، والأمر مرهون بالتطورات القادمة في الفترة القريبة، قبل خروج الكنيست للعطلة الصيفية.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، قد توعد من يعرض الحكومة للخطر من الداخل بدفع الثمن.

وجاءت تصريحات لابيد على خلفية التفكك التدريجي للائتلاف الحكومي الذي تشكل العام الماضي بالاتفاق بينه وبين رئيس الوزراء الحالي نفتالي بينيت، مع وجود أعضاء كنيست متمردين من اليسار ومنشقين آخرين من اليمين داخل الائتلاف.