وكالات تكشف عن ثغرات في "باتريوت" تدمرها روسيا على الفور

ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، نقلا عن مارك كانشيان، المحارب المخضرم في مشاة البحرية الأمريكية، أن طائرات كاميكازي روسية الصنع رخيصة، سوف تدمر بسرعة أنظمة صواريخ "باتريوت" الأمريكية باهظة الثمن، وكشفت الصحيفة في مقالها عن عدة "ثغرات" في هذه الأنظمة قد تجعلها غير فعالية، منها التغطية الجغرافية والقيود المطبقة عليها.

لطالما كانت أنظمة صواريخ "باتريوت" عنصرا مهما بالنسبة للولايات المتحدة والحلفاء في المناطق المتنازع عليها من العالم كدرع مرغوب فيه ضد الصواريخ القادمة. في أوروبا والشرق الأوسط والمحيط الهادئ، يحذرون من ضربات محتملة من إيران والصومال وكوريا الشمالية.

لذلك كانت نقطة تحول حاسمة عندما اندلعت الأخبار هذا الأسبوع بأن الولايات المتحدة وافقت على إرسال بطارية صاروخ باتريوت إلى أوكرانيا - وهو أمر سعى الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي منذ شهور لتعزيز الدفاعات الجوية لبلاده. وأكد المسؤولون الأمريكيون الاتفاق، ومن المتوقع صدور إعلان رسمي قريبًا. لكن الخبراء يحذرون من أن فاعلية النظام محدودة، وقد لا تغير قواعد اللعبة في الحرب.

ما هو النظام؟

"باتريوت" هو نظام صاروخي موجه أرض - جو تم نشره لأول مرة في الثمانينيات ويمكنه استهداف الطائرات والصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية قصيرة المدى.

تتكون كل بطارية باتريوت من نظام إطلاق مثبت على شاحنة مع ثمانية قاذفات يمكنها استيعاب ما يصل إلى أربعة صواريخ اعتراضية لكل منها ، ورادار أرضي ومحطة تحكم ومولد. وقال الجيش إن لديه حاليا 16 كتيبة باتريوت. وجد تقرير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية لعام 2018 أن هذه الكتائب تشغل 50 بطارية ، بها أكثر من 1200 صاروخ اعتراض.

وقال توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "يعد نظام باتريوت أحد أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي الجوي تشغيلًا وموثوقية وثباتا، ويمكن أن تساعد قدرة الدفاع الصاروخي الباليستي على الدفاع عن أوكرانيا ضد الطائرات المسيرة، التي توفرها إيران".

التكلفة الضخمة... فارق هائل بين سعر الهدف والصاروخ

وقال مارك كانسيان، كولونيل متقاعد من مشاة البحرية والمستشار الأول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن "إطلاق صاروخ بقيمة مليون دولار على طائرة مسيرة 50.000 دولار هو اقتراح خاسر".

مخاوف من النشر

يمكن أن تحتاج بطارية باتريوت إلى ما يصل إلى 90 جنديا لتشغيلها وصيانتها، ولأشهركانت الولايات المتحدة الأمريكية مترددة في توفير النظام المعقد لأن إرسال قوات إلى أوكرانيا لتشغيله، لكن الأمر غير وارد في إدارة بايدن.

ولكن كانت هناك أيضًا مخاوف من أن يؤدي نشر النظام إلى استفزاز روسيا، أو احتمال إصابة صاروخ يتم إطلاقه داخل روسيا، مما قد يؤدي إلى زيادة تصعيد الصراع، بحسب المقال المنشور في "ديلي ميل".

وحذرت وزارة الخارجية الروسية يوم الخميس من أن الولايات المتحدة خطة لتسليم صواريخ دفاع جوي متطورة إلى أوكرانيا ستكون "خطوة استفزازية أخرى من قبل الولايات المتحدة". يمكن أن يؤدي إلى رد من موسكو.

وفقًا للمسؤولين، فإن المناشدات العاجلة للقادة الأوكرانيين والتدمير المدمر للبنية التحتية المدنية في البلاد، بما في ذلك فقدان الكهرباء والحرارة مع استمرار الشتاء، تغلبت في النهاية على تحفظات الولايات المتحدة بشأن إمداد صواريخ باتريوت.

التدريب مشكلة أخرى

العقبة الرئيسية ستكون التدريب. سيتعين على القوات الأمريكية تدريب الجيش الأوكراني على كيفية استخدام النظام وصيانته. يتلقى جنود الجيش المعينون في كتائب باتريوت تدريبًا مكثفًا ليكونوا قادرين على تحديد موقع الهدف بشكل فعال والتثبيت بالرادار والنار.

قامت الولايات المتحدة بتدريب القوات الأوكرانية على أنظمة أسلحة معقدة أخرى، بما في ذلك أنظمة الصواريخ عالية الحركة، والمعروفة باسم "هيمارس". في كثير من الحالات، تمكنوا من تقصير فترة التدريب، مما أدى إلى خروج القوات الأوكرانية إلى جبهات القتال في غضون أسابيع. ورفض المسؤولون الإدلاء بتفاصيل عن المدة التي سيستغرقها التدريب على منظومة باتريوت وأين سيتم ذلك بالضبط.

مساحة تغطية محدودة ونظام "مقيّد"

قال مسؤول عسكري كبير سابق مطلع على نظام "باتريوت" إنه سيكون فعالاً ضد الصواريخ الباليستية قصيرة المدى ويمثل رسالة قوية لدعم واشنطن لكييف، لكن "بطارية واحدة لن تغير مسار الحرب".

وأشار المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأن الصفقة الأوكرانية لم يتم الإعلان عنها بعد، إلى أن بطارية واحدة من طراز باتريوت لها مدى إطلاق نار طويل، ولكنها لا تغطي سوى مساحة واسعة محدودة. على سبيل المثال، يمكن لـ "Patriots" حماية قاعدة عسكرية صغيرة بشكل فعال، لكن لا يمكنها حماية مدينة كبيرة مثل كييف بشكل كامل. يمكنهم فقط توفير تغطية لجزء من المدينة.

غالبا ما يتم نشر صواريخ باتريوت ككتيبة تضم أربع بطاريات. لن يكون هذا هو الحال مع أوكرانيا، حيث قال المسؤولون إنها ستتلقى بطارية واحدة فقط.

قال كل من كاراكو وكانسيان إن صواريخ باتريوت لديها رادار أقوى وأفضل في التمييز بين الأهداف من نظام "S-300" الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية والذي كان الأوكرانيون يستخدمونه، لكن "تم تقييده"، بحسب مزاعمه.

يتم نشر بطاريات الولايات المتحدة بانتظام في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، يتم تشغيل أو شراء صواريخ "باتريوت" من قبل هولندا وألمانيا واليابان وإسرائيل والمملكة العربية السعودية والكويت وتايوان واليونان وإسبانيا وكوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة وقطر ورومانيا والسويد وبولندا والبحرين.