وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي السوداني: نحتاج إلى روسيا كدولة عظمى في ‏الاقتصاد والدبلوماسية

شددت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي في السودان، أحلام مدني مهدي، على أن بيئة الاستثمار في بلادها آمنة، رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها.

وكشفت مهدي في لقاء مع "سبوتنيك"، اليوم الاثنين، عن كيفية تقديمها للسودان إلى العالم استثماريا في ظل الأزمة الراهنة التي يعيشها، وكذلك آمالها وطموحاتها لمستقبل الاستثمار في السودان.

وإلى نص الحوار:

ما هي المعوقات التي تقف في طريق المشروعات الاستثمارية ورجال الأعمال للعمل في السودان؟

أجابت مهدي: "كانت هناك بعض المعوقات تجاه العملية الاستثمارية ولحل هذه المعوقات قامت وزارة الاستثمار والتعاون الدولي بوضع حلول لها، حيث تم إنشاء نظام النافذة الواحدة داخل الوزارة تسهيلا للإجراءات وتقليلا لزمن المستثمر، ولحل مشاكل المستثمرين قمنا بتقريب وجهات النظر والحوار مع المستثمرين عبر سفاراتهم المختلفه الموجودة في الخرطوم عبر ملتقى السفراء، الذي عقدته الوزارة أخيرا".

وأضافت مهدي: "وقد تلمسنا خلاله المشاكل والمعوقات التي يعاني منها المستثمرون حتى يتم إيجاد الحلول لها وصولا لخلق شراكات حقيقية من أجل بناء اقتصاد قوي يقوده التشاور والأفكار المتبادلة لتحقيق سياسات الدولة من أجل نهضة البلاد".

وتابعت: "أيضا لم نغفل دور القطاع الخاص الوطني لأهميته في تكامل الأدوار بما يشكله من أهمية قصوي في الانسجام مع وزارة الاستثمار ومن ضمن الحلول تم إجراء تعديلات على قانون تشجيع الاستثمار لمعالجة المشاكل، التي تعترض الاستثمار خاصة مشاكل الأراضي، وكذلك لمنح المزيد من الضمانات والحماية للمشروع الاستثماري".

السودان بيئة واعدة للاستثمار ما هي الآمال والطموحات التي تتمنون تحقيقها لمستقبل الاستثمار في السودان؟

الآمال والطموحات التي نسعى لتحقيقها للاستثمار في السودان تشمل:

قالت مهدي: "أولًا، أن يعم الاستقرار والأمن في كل ربوع السودان، فهذه الحالة الاستثنائية التي يعيشها السودان الآن هناك خطوات كبيرة اتخذت لتجاوزها، وهي في طريقها إلى الزوال بإذن الله، وتعلمون أن الاستثمار مرتبط باستقرار الأوضاع السياسية وتوافر الإرادة السياسية في أي دولة ، فالاستقرار السياسي والاقتصادي يلعب دوراً كبيراً في جذب المستثمرين".

وأردفت مهي، بالقول: "ثانيا، هذه الحالة الاستثنائية دائما تعتبر دافعا لترتيب العلاقات الاقتصادية ودافع للتجويد الإداري والتشريعي لجذب الاستثمار من خلال السعي في تحسين بيئة الاستثمار، لجذب المستثمرين وخلق شراكات ذكية ففي الفترات الماضية شهد الاستثمار نماذج مشرفة من الاستثمارات".

وتابعت: "ثالثا، أمنياتنا وطموحاتنا تجاه الاستثمار، جذب المزيد من الاستثمارات العربية والأجنبية والإقليمية بصفة عامة والروسية والأفريقية بصفة خاصة للاستثمار في السودان، وذلك لما يتمتع به السودان من موارد فهو أرض الفرص البكر اللا متناهية".

وأضافت، قائلة: "إن مسؤولية صناعة فرص الاستثمار تعتبر هما وطنيا وتحتاج منا التجديد والتجويد في صياغة القوانين التي تواكب المستجدات وسوق الاستثمار، حتى تجذب المزيد من المستثمرين وهذا ما ظللنا نقوم به طيلة الفترات الماضية، فالسودان الآن أصبح الواجهة لجذب الاستثمارات الذكية".

وقالت مهدي: "وأخيرا، نطمح إلى توقيع العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات مع دول العالم للاستفادة من الموارد التي يتمتع بها السودان".

برأيك... هل تتغير خططكم لجذب الاستثمارات خلال الفترات القادمة بعد الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد حاليا… كيف قدمتم السودان للعالم استثماريا… وهل السودان بيئة آمنة؟

أجابت مهدي: "الخطط الاستثمارية تظل قائمة ومتجددة، هناك بعض التعديلات تتم لتجنب أي سلبيات حدثت، لكي تتماشى مع الوضع الراهن، والخطط ماضية لمواكبة ما يدور في سوق الاستثمار في العالم، فالاستثمار يعتبر بوابة الاقتصاد والتنمية".

وأضافت مهدي: "ولأن مسؤولية صناعة فرص الاستثمار تعتبر هما وطنيا لذلك هي دائما متجددة، ونحن ماضون في جذب الاستثمارات للسودان ودائما لدينا الجديد لنواكب ماحولنا، والآن السودان يفتح أبوابه أمام المستثمرين للدخول في الاستثمار، فالفرص متاحة".

وأردفت مهدي، بالقول: "قدمنا أنفسنا للعالم من خلال التعريف والترويج للموارد التي يتمتع بها السودان كدولة بها مقومات وكشعب مسالم محب للسلام وعلى استعداد للعمل مع الشعوب والحكومات الصديقة بما فيه الخير للجميع، فالأراضي الزراعية والتعدين والموارد الاقتصادية موجودة في العديد من بقاع السودان المختلفة، وهي متاحة للاستثمار".

وأضافت: "فالبيئة الاستثمارية في السودان آمنة فقط تحتاج الولوج إليها والتعرف على إمكانياتها وهو ما نسعى إليه من خلال الترويج لفرص الاستثمار في السودان. الوزارة تعمل حاليًا بكل جد لجعل بيئة الاستثمار مناسبة رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودان، والوضع الحالي يجعنا نركز أكثر على الاستثمار ليساعد في عملية إعادة الإعمار وتعويض الفاقد من جراء التدمير الكبير الذي لحق بالممتلكات والمرافق المدنية بسبب الحرب والاقتتال".

العلاقات التاريخية بين السودان وروسيا… كيف يمكن ترجمتها إلى فرص استثمارية؟

قالت مهدي: "العلاقات بين البلدين علاقات راسخة ومتميزة نسعى إلى سبل دعمها وتطويرها من خلال إقامة شراكات تعود على البلدين بالنفع الكثير".

وتابعت، قائلة: "نحن نحتاج إلى روسيا كدولة عظمى في المجال الاقتصادي والدبلوماسي، وزيارة وزير الخارجية الروسي للسودان مؤخرا قربت وجهات النظر، وكذلك زيارة ناٸب رئيس مجلس السيادة الانتقالي لروسيا مؤخراً، حيث تم طرح العديد من المشروعات الاستثمارية لإقامة شراكات تعود على البلدين بالنفع، فالسودان يمتاز بمزايا كثيرة خاصة في مجال الزراعة، فهو بلد زراعي في المقام الأول لذلك سعت الدولة لتفعيل القطاع الزراعي، فهو يأخذ أبعادا مهمة واستراتجية لحل مشاكل الاقتصاد والتجارة على مستوى العالم مرتكزا على المزايا ذات الأهمية المتزايدة في تحقيق الأمن الغذائي العالمي".

القمة الروسية الأفريقية... كيف ترون تأثيرها على الاستثمار في أفريقيا بشكل عام والسودان بشكل خاص؟

أجابت مهدي، قائلة: "تأتي أهمية القمة الروسية الأفريقية في تقوية وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين روسيا والدول الأفريقية، حيث تبلورت الرؤية التكاملية لخلق شراكات حقيقية نتمنى أن تترجم إلى أرض الواقع في أفريقيا بصفة عامة والسودان بصفة خاصة".

وتابعت مهدي: "الموارد التي تذخر بها أفريقيا خلقت زخما قويا لتنشيط التعاون الثنائي الروسي الأفريقي مما سيزيد من حجم التبادلات التجارية الاستثمارية، وهناك العديد من المشروعات في أفريقيا التي تحتاج إلى التمويل وجذب الاستثمار مثل مشاريع البنى التحتية والتي تحتاج لجذب الاستثمار إليها".

وأردفت مهدي، باقول: "أما بالنسبة للسودان الآن، فهناك مشاريع جاهزة لجذب المستثمرين للاستثمار في الطرق والكهرباء والطاقة، حيث تشكل مشاريع البنى التحتية أهمية اقتصادية كبرى".

واختتمت،قائلة: "وبسبب مشكلة ندرة التمويل قمنا بطرح هذه المشاريع للاستثمار في البنى التحتية والنقل وسكة الحديد والطاقة ونعمل الآن في الترويج وجذب المستثمرين لهذا القطاع الحيوي وقد قدمنا المزيد من الحوافز والضمانات والامتيازات والإعفاءات الجمركية".