متحدث حكومة الوحدة الوطنية وبرلمانيان يتحدثون لـ"سبوتنيك" عن تأثير العاصفة "دانيال" على بلادهم

قال المتحدث الرسمي لحكومة الوحدة الوطنية الليبية محمد حمودة إن حكومة الوحدة الوطنية أصدرت توجيهات عاجلة لمواجهة آثار العاصفة التي ضربت البلاد، بينما تحدث برلمانيان عن عدم قدرة البنية التحتية على مواجهة مثل هذه الكوارث الكبيرة مطالبين بمساعدة المنظمات الدولية.

وأوضح حمودة في تصريح خاص لـ "سبوتنيك" أن "رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة أعلن الحداد ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام في البلاد، حدادا على ضحايا هذه المحنة، خلال اجتماع مجلس الوزراء، الذي عقد جلسته الاستثنائية، اليوم الاثنين، بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة طرابلس".

وأضاف: "استمع الرئيس للموقف ووجه بالاستجابة السريعة من مختلف الجهات، وتم تشكيل غرفة للاستجابة على صعيد الحكم المحلي كما تم تشكيل غرفة طوارئ للاستجابة السريعة مع عمداء البلديات وتم التأكيد على أهمية مجابهة هذه الأزمة بشكل لا مركزي".

وأضاف: "قرر الدبيبة صرف 60 مليون دينار بشكل عاجل للبلديات المتضررة حتى تتمكن من التعاقد مع الجهات الخاصة لتوفير الآليات والتموين اللازم والأشياء المستعجلة، علما بأن هذه القيم ليست من ضمن التعويضات الخاصة بالمتضررين".

وأوضح حمودة أن مصلحة الطيران المدني قامت بتسيير رحلات من مطاري طرابلس ومصراته لتوفير رحلات لمطارات الشرق الليبي في بنغازي والأبرق وطبرق وذلك لنقل الأطقم الطبية والمساعدة ولنقل هذه الفرق بشكل عاجل وسريع.

كما قامت شركات الخدمات في طرابلس ومصراتة بإعداد قافلة تضم 53 شاحنة و10 آلات ثقيلة و5 شاحنات مزودة بأجهزة إضاءة للعمل على مدار 24 ساعة.

وقال إن "شركة خدمات مصراتة قامت بإرسال 25 آلية ثقيلة وسيارات نقل وشفط، وكل الجهات تظافرت، وجهاز دعم وتطوير الخدمات العلاجية مستعد لنقل المرضى والجرحى للمناطق غير المتضررة، من يحتاج للعلاج بالخارج سيتم إيفاده خلال 48 ساعة".

كما أشار بأن "صندوق الزكاة وصندوق التضامن قاما بإرسال الأغطية والمعدات لمساعدة أهلنا النازحين من بيوتهم".

واختتم حمودة قوله بأن "الأمر جلل والأزمة شديدة، وهناك عدد من البلديات تم إعلانها منكوبة متمنيا من الله أن يسلم أهلنا في الشرق الليبي، وأن يشد أزر كل العاملين على أرض الميدان والخروج سالمين من هذه الأزمة".

كارثة كبيرة

قالت البرلمانية الليبية أسماء الخوجة: "حملنا أسى كبيرا لما تعرض له الشرق الليبي، وتابعنا هذه الأحداث لحظة بلحظة، لكننا نؤمن بأنها من أقدار الله سبحانه وتعالى".

ولفتت في تصريح لـ "سبوتنيك" أن "البنية التحتية في ليبيا غير مهيأة لمثل هذه الكوارث الكبيرة وليست في المستوى المطلوب هي قديمة ومتهالكة، وأغلب المشاريع قديمة ومتوقفة ولم تشهد المنطقة أي تطورات في البنية التحتية، وكل هذه العوامل أدت إلى تفاقم الأزمة، وأصبح لدينا عدد كبير من النازحين، خاصة بعدما وصل مستوى المياه إلى مترين تقريبا وغمرت المياه بيوتا كاملة".

وأضافت: "الخسائر كبيرة وعدد من المفقودين والجرحى كبير نأمل أن تتكاثف الجهود من الحكومات، تعد هذه العاصفة التي اجتاحت الشرق الليبي هي الأولى من نوعها التي تمر بها ليبيا".

وأكدت الخوجة أن "رئيس مجلس النواب وهيئة الرئاسة بمجلس النواب قام بإصدار بيان عن هذه الكارثة.. الدعم ليس مجرد بيانات تطلق ولكن يجب أن يكون هناك تواصل مع المجتمع الدولي خاصة والإمكانيات والمشاريع متوقفة خاصة وأن ليبيا لم تدخر جهدا في دعم الكوارث في العالم".

ولفتت الخوجة إلى أن العناصر المحلية في ليبيا تفتقر إلى الخبرة في مجال الكوارث الطبيعية، والتدريب في هذا الجانب هام جدا وهذا الأمر لإنقاذ حياة المواطنين، وشددت على ضرورة اهتمام الحكومة بهذا الجانب، حتى لا تتكرر مثل هذه الأمور ويجب أن تكون هناك خطط للتغلب على مثل هذه الكوارث.

نداء للمنظمات الدولية

ومن جانبه، وجه النائب يوسف العقوري، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الليبي، نداء للمنظمات الأممية والدولية بضرورة الإسراع في مساندة المناطق المتضررة في ليبيا، لمواجهة تداعيات إعصار "دانيال" وتقديم المساعدة العاجلة لإقليم برقة الذي ضربه الإعصار بعنف.

ووصف العقوري الأوضاع في المناطق المتضررة في "الجبل الأخضر" بأنها كارثية ومأساوية وخارجة عن السيطرة، وبأن فرق الإنقاذ التابعة للحكومة والقوات المسلحة وفرق الهلال الأحمر الليبي تواصل جهودها لإنقاذ العالقين في الفيضانات، ووصف حجم الأزمة بأنها أكبر من قدرات السلطات المحلية.

وقال عضو مجلس النواب الليبي إن الأمر أصبح أكثر صعوبة بعد انقطاع الاتصالات والكهرباء عن تلك المناطق.

وعن آخر الإحصاءات، أكد العقوري أن البيانات غير دقيقة عن أعداد الضحايا والعالقين في الفيضانات، وأن حجم الكارثة أكبر من المتوقع، وهو ما يتطلب ضرورة تكثيف عمليات البحث والإنقاذ بشكل عاجل.

كما وجه العقوري شكره "لكل المدن والمناطق الغربية التي تنادت وقدمت كافة أنواع الدعم والمجهودات والقوافل والمساعدات وسيارات الإسعاف وسيارات التصريف، وكذلك المناطق الجنوبية التي لم تبخل هي الأخرى".

وأعلنت السلطات الليبية، أمس الأحد، مدينة سوسة الواقعة شرقي البلاد، مدينة منكوبة، عقب تعرضها لفيضانات وسيول عارمة جراء العاصفة "دانيال" المتوسطية، التي ضربت منطقة شرقي ليبيا.

واجتاحت مياه الأمطار عدة مدن ليبية بسبب قوة غزارتها، ما تسبب بفيضانات وسيول، وكانت قرية تاكنس الجبلية والبيضاء وشحات وبطه في منطقة الجبل الأخضر في ليبيا، الأكثر تضررا جراء العاصفة "دانيال".