مؤرخ فلسطيني لـ"سبوتنيك": المبادرة المصرية بعيدة عن جوهر المشكلة ومطلوب وقف العدوان الفوري دون شروط

قال المفكر والمؤرخ الفلسطيني، عبد القادر ياسين، إن بنود المبادرة التي نسبتها وسائل إعلام لمصر، وتتضمن 3 مراحل، منها هدنة إنسانية وتبادل الأسرى، وتشكيل حكومة "تكنوقراط"، مشروع بعيد كثيرًا عن جوهر المشكلة الأساسية.

وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، هناك عدوان إسرائيلي سافر يقتل يوميًا بسلاح الجو المئات من المواطنين الفلسطينيين العزل، وقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونحو 54 ألف جريح في شهرين ونصف الشهر، وما زلنا نتحدث عن وقف إنساني للحرب.

وتابع ياسين: "لا يوجد ما يسمى بالوقف الإنساني، هناك عدوان إسرائيلي همجي على قطاع غزة يجب أن يتوقف فورًا، دون أي شروط أو تفاصيل، ومن بعد ذلك يمكن الجلوس والحديث عن تبادل أسرى، ووضع سياسي، ومصالحة فلسطينية وانتخابات".

ويرى أن الموقف العربي لم يرتق إلى مرحلة التضامن، وكان يمكنه أن يلجم هذا الوحش الإسرائيلي من اليوم الأول للعدوان، الجهات العربية لا يجب أن تكون في موقف الوسيط، سواء تلك المطبعة مع إسرائيل أو التي لم تقم بعد علاقات دبلوماسية وسياسية، 80 يوما من القتل والتدمير والقصف على قطاع غزة، ولم يكن هناك تحركا عربيا على المستوى المطلوب.

وطالب بضرورة استهداف جوهر المشكلة الرئيسية المتمثلة في وقف العدوان الإسرائيلي على القطاع، بدون أي قيود أو شروط، وذلك عبر تضامن الدول العربية لكبح جماح إسرائيل وحكومتها الفاشية التي يقودها بنيامين نتنياهو، الذي يحاول أن يدمر القطاع من أجل الاستمرار في الحكم، والابتعاد عن الملاحقات القانونية، وذلك في ظل انتهاء عمره السياسي قبل حتى اندلاع العدوان.

وتناقلت وسائل إعلام عربية ودولية منها إسرائيلية معلومات بشأن مبادرة مصرية تتكون من ثلاث مرحل، تتضمن المرحلة الأولى بدء هدنة إنسانية لمدة أسبوعين قابلة للتمديد لأسبوعين أو ثلاثة مع إطلاق حماس 40 أسيرًا من الأطفال والنساء دون 18 عامًا، والذكور من كبار السن، مقابل 120 أسيرًا فلسطينيا من نفس الفئات، ويتم وقف الأعمال القتالية وتدفق المساعدات الغذائية والطبية.

فيما تتضمن المرحلة الثانية حوار فلسطيني لإنهاء الانقسام، وتشكيل حكومة "مستقلين"، تتولى الإشراف على القضايا الإغاثية الإنسانية، وملف إعادة إعمار قطاع غزة، والتمهيد لانتخابات عامة ورئاسية فلسطينية، أما المرحلة الأخيرة تتحدث عن وقف كلي شامل لإطلاق النار وتبادل كل الأسرى، مع انسحاب إسرائيل من القطاع وتمكين النازحين للعودة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح يوم 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، استئناف العمليات القتالية ضد "حماس" في قطاع غزة، وذلك على خلفية اعتراض صاروخ أُطلق من قطاع غزة، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل بمثابة خرق للهدنة الإنسانية المؤقتة ووقف للأعمال القتالية ضد القطاع.