قياديان في "فتح" لـ"سبوتنيك": جولة بلينكن لم تحقق أهدافها المتعلقة بالحرب على غزة

وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل، مساء أول أمس الاثنين، في إطار جولة إقليمية شملت السعودية والإمارات وتركيا والأردن وقطر، وقال قياديان في حركة "فتح" الفلسطينية، إنه لم ينجح في خفض التصعيد في قطاع غزة.

ويبحث بلينكن في إسرائيل، رؤية إسرائيل لسيناريوهات "اليوم التالي للحرب" في قطاع غزة، و"الخطوات التي من المفترض أن تتخذها تل أبيب لتقليص الضحايا المدنيين في القطاع، وزيادة المساعدات الإنسانية، وإنهاء العملية البرية الموسعة"، وفقا لتقارير صحفية.

فشل في تحقيق الأهداف

قال تيسير نصر الله، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، والقيادي في حركة فتح، إن زيارة بلينكن كانت تهدف، في المقام الأول، لعدم اتساع رقعة الحرب القائمة في قطاع غزة، منذ أكثر من 3 أشهر، ومنع دخول أطراف إقليمية أخرى، ما يشكل ضررًا على إسرائيل، وهو ما لا تريده الإدارة الأمريكية.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، لم ينجح بلينكن بتحقيق أي تقدم في القضايا التي طرحها مع مجلس الحرب الإسرائيلي، سواء بتحويل أموال المقاصة للسلطة الوطنية الفلسطينية، أو توسيع نطاق المساعدات الإنسانية، أو وقف العدوان على قطاع غزة، وإحداث خرق في جدار السلام المغلق.

ويرى نصر الله أن الزيارة لن تكون أفضل من سابقاتها، بل سيمنح من خلالها المزيد من الوقت لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، من أجل مواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني، وفرض واقع احتلال جديد على الأراضي الفلسطينية.

تلكؤ أمريكي

بدوره، قال جمال نزال، المتحدث باسم حركة فتح وعضو مجلسها الثوري، إنهم لا يعولون كثيرًا على موقف الإدارة الأمريكية من خلال زيارة بلينكن لتحقيق الأهداف الفلسطينية المطلوبة، نظرًا للتجربة السابقة.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن أمريكا تحمل كل أوراق الضغط المطلوبة لتدفع إسرائيل لتفعل ما تقوله، لكن التلكؤ في تحويل الأموال التي قرصنها الاحتلال والخاصة بالسلطة الوطنية الفلسطينية، هو أداة للضغط والإضرار بالسلطة.

وقال إن المطلوب وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال كل متطلبات الإغاثة وفتح مجال دخول كل اللوازم الطبية والإنسانية، وكذلك أن تعيد إسرائيل أموال المقاصة للسلطة الوطنية الفلسطينية.

وأوضح جمال نزال أن الحديث عن تمكين السلطة الوطنية الفلسطينية مع صمت أمريكا على مساعي إسرائيل لتدميرها يعري الطروحات الأمريكية بشأن تعزيز السلطة الوطنية.

وأبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، بضرورة التقليل من الأضرار التي تلحق بالمدنيين في قطاع غزة وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية.

جاء ذلك خلال اجتماع لهم، اليوم الثلاثاء، في مستهل زيارة لوزير الخارجية الأمريكي، هي الخامسة إلى إسرائيل، التقى خلالها مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وعدد من المسؤولين.

وقال بلينكن لهرتسوغ، خلال لقائهما، إن "الولايات المتحدة تكرر دعمها لحق إسرائيل في ضمان ألا تكون مذبحة 7 أكتوبر قابلة للتكرار"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

وشدد بلينكن على "ضرورة اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين في قطاع غزة، وضرورة تسهيل تقديم مساعدات إنسانية متزايدة ومستمرة للقطاع".

يذكر أنه في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، بعد هجمات نفذتها الأخيرة على مستوطنات في غلاف غزة.

وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل نحو 1200 شخص، واختطاف نحو 240 على يد المقاومة الفلسطينية ونقلهم إلى قطاع غزة، وفق السلطات الإسرائيلية.

وأسفر القصف الإسرائيلي والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، حتى الـ9 من يناير/ كانون الثاني الجاري (اليوم رقم 95 للحرب على غزة)، عن مقتل أكثر من 23 ألف قتيل ونحو 60 ألف مصاب، إضافة إلى نحو 7 آلاف مفقود، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام، جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، وتم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال، وإدخال كميات من المساعدات إلى قطاع غزة.