الخلافات تتسع بين تل أبيب وواشنطن حول حل الدولتين.. فلسطين تدعو أمريكا للاعتراف بها

الخلافات تتسع بين إسرائيل والولايات المتحدة حول حل الدولتين بعد أول اتصال بين بايدن ونتنياهو منذ شهر، وسموتريتش يقول إنه "على الولايات المتحدة أن تستفيق، ودولة فلسطينية ستدفع نحو مذبحة جديدة".

وفلسطين تدعو أمريكا للاعتراف بها لا الحديث فقط عن حل الدولتين، وإيران تتعهد بالرد على الضربة الإسرائيلية في سوريا: "لن تمر دون عقاب"، ومصر تبحث مع الصومال قضية الاتفاق الإثيوبي مع إقليم أرض الصومال الانفصالي، و"أنصار الله" اليمنية تحمل الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤولية ارتفاع التأمين البحري.

الخلافات تتسع بين إسرائيل والولايات المتحدة حول حل الدولتين بعد أول اتصال بين بايدن ونتنياهو منذ شهر.. وسموتريتش: على الولايات المتحدة أن تستفيق .. دولة فلسطينية ستدفع نحو مذبحة جديدة

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه لن يتنازل عن السيطرة الأمنية غرب الأردن وهو ما يتعارض مع إقامة الدولة الفلسطينية.

وأعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، لم يستثنِ إمكانية التوصل إلى حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في ظل القيادة الإسرائيلية الحالية بقيادة نتنياهو.

وناقش جو بايدن مع نتنياهو، ضرورة إقامة دولة فلسطينية، في أول اتصال بينهما، منذ شهر.

من جانبه، قال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تستفيق، معتبرا أن الدفع نحو إقامة دولة فلسطينية هو دفع نحو "المذبحة القادمة"، في إشارة لهجوم حركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

جاء ذلك في تدوينة على حسابه في منصة "إكس" على وقع تزايد الخلافات بين نتنياهو وحكومته من جهة والإدارة الأمريكية حول إمكانية إقامة دولة فلسطينية بعد الحرب.

وقال سموتريتش: "هناك إجماع واسع في إسرائيل ضد الدولة الفلسطينية وتقسيم الأرض". وأضاف: "على أصدقاء إسرائيل أن يفهموا أن الدفع باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية هو دفع للمذبحة المقبلة، والمخاطرة بوجود دولة إسرائيل".

من جانبه، قال وزير التعليم الإسرائيلي يوآف كيش: "لن تكون هناك سلطة فلسطينية مسؤولة عن حياة المواطنين في غزة، لا يمكننا أن ندع ذلك يحدث".

وأضاف في تدوينة بحسابه على منصة "إكس": "نحن لا نقاتل الآن من أجل إسقاط حكومة حماس حتى تدخل السلطة التي تربي وتدعم الإرهاب إلى غزة مكانها".

قال الخبير بالشؤون الإسرائيلية نبيه عواضة، إن "هناك عدة عوامل دفعت باتجاه أن يظهر للعلن هذا الخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أولاً فيما يتعلق بعدم قدرة إسرائيل على حسم المعركة سريعاً في قطاع غزة على الرغم من أنه في البدايات كانت هناك كثافة هائلة في استخدام القوة النارية".

وأضاف أن "هذا هو الدعم الذي أمنته الولايات المتحدة من أجل إنجاز وتحقيق أهداف سريعة، تتمثل في إجبار المقاومة على الرضوخ للشروط الإسرائيلية وتحديدا فيما يتعلق بتبادل الأسرى وإطلاق سراح الرهائن بما فيهم الذين يحملون الجنسية الأمريكية وكان هذا مطلب أساسي من قبل أمريكا وكان الاعتقاد السائد أنه يمكن من خلال هذه القوى التدميرية الكبيرة المدعومة أمريكياً أن يتحقق هذا الإنجاز".

وأشار عواضة إلى أن "هذا الأمر لا يمكن تحقيقه وتجربة الهدن مع إطلاق سراح 105 من الرهائن مقابل المئات من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية غير قابلة للتحقيق، وبالتالي كل ذلك أشار إلى أنه لا سبيل إلا من خلال التفاوض مع حركة المقاومة وبالتالي يتم إبرام صفقة تبادل شاملة".

فلسطين تدعو أمريكا للاعتراف بها لا الحديث فقط عن حل الدولتين

على الطرف الآخر، دعا المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، السبت، الولايات المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين، وليس فقط الحديث عن حل الدولتين، وذلك رداً على تأكيد نتنياهو رفضه إقامة دولة فلسطينية.

وقال أبو ردينة إن "المطلوب من الولايات المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين، وليس فقط الحديث عن حل الدولتين، وهذا هو الوقت المناسب للقيام لذلك".

وأضاف أبو ردينة أن "حكومة الاحتلال غير معنية بالسلام والاستقرار، وما زالت ترفض الاعتراف بحقيقة أن السلام لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967".

وأشار إلى أن قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة والإجماع الدولي، أوصلت دولة فلسطين إلى عضو مراقب في الأمم المتحدة، ورفع علم دولة فلسطين إلى جانب دول العالم التي اعترفت بها.

وأكد أبو ردينة أن الشعب الفلسطيني: "لن يتنازل عن حقوقه المشروعة وعن القدس ومقدساتها وعن إقامة دولته الفلسطينية المستقلة مهما طال الزمن".

قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، كفاح حرب، إن "السبب في الدعم الذي تقدمه أمريكا لإسرائيل هو أن هنالك علاقة استراتيجية بين الدولتين وشراكة فيما هو حاصل حالياً في قطاع غزة تحديدا، وبالنسبة للتصريحات التي قالها سموتيرتش تؤكد أن هنالك حكومة يمينية وأفراد داخل هذه الحكومة وخاصةً سموتيرتش وبن غفير ونتنياهو يقومون بالتشدد ضمن هذه العقلية اليمينية المتطرفة التي لا ولن تسمح بقيام دولة فلسطينية".

وتابع: "أما بالنسبة لتصريحات بايدن بشأن إقامة الدولة الفلسطينية فهذا يصب في مصلحة الرئيس الأمريكي خاصةً أن هناك انتخابات رئاسية أمريكية في نهاية هذا العام".

إيران تتعهد بالرد على الضربة الإسرائيلية في سوريا: لن تمر دون عقاب

ذكرت وسائل إعلام رسمية أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تعهد بمعاقبة إسرائيل على الضربة التي نفذتها وأسفرت عن قتل 5 من الحرس الثوري الإيراني في سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية والتلفزيون الإيراني، عن رئيسي قوله خلال لقائه مع أعضاء "لجنة مراسم إحياء الذكرى الـ45 لانتصار الثورة"، إن "إيران لن تترك جرائم النظام الصهيوني تمر دون رد"، مندداً بالهجوم.

وفي وقت سابق، قال الحرس الثوري الإيراني، إن 5 من مسؤولية العسكريين، لقوا مصرعهم، في ضربة صاروخية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً في دمشق، بينما قالت السلطات السورية، إن إسرائيل شنت غارة على حي المزة السكني، فيما لم تعلن تل أبيب، حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم.

واتهم الحرس الثوري الإيراني في بيان، إسرائيل بشن "عدوان" على دمشق، مشيراً إلى أن الهجوم الذي تم بواسطة "مقاتلات" إسرائيلية أودى بحياة "4 مستشارين عسكريين من إيران" و"عدد من القوات السورية"، ليضيف في وقت لاحق أن عضواً خامساً توفي متأثراً بجراحه. ولم يصدر أي تعليق بعد من إسرائيل.

وأشار إلى أن الهجوم أودى بحياة عدد من المدنيين، ودمر المبنى بالكامل، وتسبب في تضرر أبنية مجاورة .

قال حكم أمهز، الكاتب والمحلل السياسي، إن "إيران دائما ما توجه ردود مباشرة على الاعتداءات الإسرائيلية بعيدا عن أي وكلاء، عندما قتل قاسم سليماني كان الرد مباشرا وعندما قتل رضا موسوي في سوريا كان الرد مباشرا، وبطبيعة الحال سيكون الرد مباشرا على ما حدث في سوريا مؤخرا".

وأضاف أمهز أن "كل صاروخ وكل مسيرة تطلقها المقاومة الفلسطينية أو غير الفلسطينية فهو بمشاركة إيرانية لأن كل هذا الدعم مقدم من الجمهورية الاسلامية الايرانية، والمعركة في غزة قائمة على الأنفاق وإيران صاحبة الفكرة وهي التي مولت ودعمت المقاومة في غزة، وبعد كل هذا الدعم نجد أن إسرائيل تقوقعت داخل جدرانها، وجيشها الذي ادعت أنه لا يقهر تلحق به الهزائم وفقدت هيبته لذلك تقوم إسرائيل بعمليات الاغتيال للرد على إيران".

مصر تبحث مع الصومال قضية الاتفاق الإثيوبي مع إقليم أرض الصومال الانفصالي

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية الصومال حسن شيخ محمود، في قصر الاتحادية في العاصمة المصرية القاهرة.

وحسب الرئاسة المصرية، يعقد الرئيسان مباحثات بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية.

وقال إلياس شيخ عمر، سفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، في بيان صحفي بمناسبة الزيارة، إن بلاده حريصة على تنسيق المواقف مع مصر بسبب دورها المحوري في المنطقة، ومثمنا في الوقت ذاته الدعم المصري للصومال في أزمته الراهنة بشأن اتفاق أثيوبيا وإقليم أرض الصومال الانفصالي بالتأكيد على ضرورة الاحترام الكامل لوحدة وسيادة أرض الصومال، ومعارضتها لأي إجراءات من شأنها انتهاك السيادة الصومالية.

وأوضح سفير الصومال في بيانه، أن زيارة الرئيس الصومالي لمصر تتضمن لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكذلك الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وذلك لبحث سبل التعامل مع التحديات التي تواجه المنطقة.

كانت الجامعة العربية قد أعلنت الأربعاء الماضي رفضها لمذكرة التفاهم الموقعة بين جمهورية "أرض الصومال" غير المعترف بها دوليا، وإثيوبيا، لمنح الأخيرة منفذا على البحر الأحمر عند مدخل باب المندب.

وبحسب بيان للجامعة أعقب اجتماعا لوزراء الخارجية العرب عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، فإن الجامعة العربية تدين أي مذكرات تفاهم تنتهك سيادة الصومال، أو تحاول الاستفادة من هشاشة الأوضاع الداخلية فيه.

كانت جمهورية أرض الصومال - وهي جمهورية منشقة عن الصومال لا يُعترف بها دوليا – قد أعلنت توقيع اتفاق مع إثيوبيا بشأن تأجير مساحة من أراضٍ تستغلها إثيوبيا كميناء عند مدخل البحر الأحمر من ناحية باب المندب، مقابل اعتراف إثيوبي بالجمهورية الانفصالية المُنشقَة عن دولة الصومال، "في مرحلة ما في المستقبل".

ولم تؤكد إثيوبيا هذا الجانب من الاتفاق المثير للجدل، لكنها أكدت توقيع ما يُعرف بمذكرة تفاهم "من أجل تأمين منفذ على البحر".

يذكر أن إثيوبيا دولة "حبيسة" غير ساحلية، ويوفر اتفاقها الأخير مع جمهورية أرض الصومال نافذة لها على البحر الأحمر.

قال المحلل السياسي جمال رائف، إنه لا يوجد أي دولة تعترف بإقليم الصومال كدولة مستقلة وبالتالي الاتفاق الإثيوبي معهم غير قانوني، كما أنه يعزز من فكرة الحركات الانفصالية وعدم الاستقرار في القرن الأفريقي، وخاصة أن هذه المنطقة مشتعلة الآن في البحر الأحمر، وهو ما سيضاعف الأزمات.

وأضاف رائف أن القاهرة تدعم فكرة استقرار الصومال، والمنتظر هو أن تحشد مصر الرأي العام الدولي من أجل دعم وحدة واستقرار الصومال تجنبا لحدوث توترات في القرن الأفريقي لأن المنطقة على وشك الانفجار، لذلك جاء الرئيس الصومالي إلى مصر وأيضا إلى إريتريا من أجل تنسيق الأدوار لدعم الصومال.

"أنصار الله" اليمنية تحمل الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤولية ارتفاع التأمين البحري

حمّلت جماعة "أنصار الله" اليمنية، الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، مسؤولية زيادة رسوم التأمين البحري والخسائر التي لحقت بقناة السويس المصرية، متهمةً إياهما بتوجيه السفن بالتوقف عن المرور في البحر الأحمر على خلفية هجمات الجماعة التي تقول إنها تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل.

وقال عضو المجلس السياسي الأعلى المشكل من جماعة "أنصار الله"، محمد علي الحوثي، عبر منصة "إكس" إن أمريكا وبريطانيا تتحملان كامل المسؤولية عن زيادة التأمين البحري فهي من عملت على إغلاقه ووجّهت السفن بالتوقف عن المرور من البحر الأحمر".

وأضاف الحوثي أنهما أيضاً تتحملان كامل المسؤولية عمّا يترتب على ذلك من خسائر لقناة السويس أو للمصالح التجارية ولشركات الملاحة، كما تتحمل نتائج إشعال المنطقة بالحروب والإجرام ودعم الإبادة للإنسان في غزة".

وأعلنت "أنصار الله" اليمنية، تلقيها ردود فعل وصفتها بـ "الإيجابية" من دول عربية وصديقة، بشأن عملياتها في البحر الأحمر وبحر العرب التي تقول إنها تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانئها، متهمةً أمريكا بدفع شركات الملاحة إلى تغيير مسارها.

وقالت وزارة الخارجية في الحكومة التابعة لـ "أنصار الله"، إنها "تلقت ردود فعل إيجابية من الدول الشقيقة والصديقة بشأن نطاق العمليات اليمنية التي تستهدف سفن العدو الإسرائيلي أو المتوجهة إلى موانئه في فلسطين المحتلة".

وأضافت أنها "أبلغت الدول الشقيقة والصديقة أن قرار منع الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي يقتصر على منع عبور سفن العدو الإسرائيلي أو المتوجهة إلى موانئه في فلسطين المحتلة، بهدف وقف العدوان الإجرامي الصهيوني على قطاع غزة ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني".

قال أكرم الحاج إنه "إذا أرادت الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفها المعلن عودة الاستقرار في البحر الأحمر عليها الامتثال لشروط أنصار الله فليس من المعقول أن ترتكب تلك الجرائم وتلك الإبادة بحق الشعب الفلسطيني أمام مرأى ومسمع من العالم في ظل تكتل وتحالف كونته الولايات المتحدة وبريطانيا من أجل مساندة العدو الصهيوني، لذلك من البديهي أن تقوم أنصار الله وحركات المقاومة الأخرى بتكوين تكتل في المنطقة لنصرة الفلسطينيين المستضعفين هناك في غزة ضد ما يحدث لهم".

وأضاف الحاج أن "المقاومة تحقق الآن انتصارات عظيمة، والحرب التي تحدث الأن في البحر الأحمر هو مخطط بريطاني أمريكي لشد الانتباه الى حرب أخرى لغض الطرف عن الفشل الإسرائيلي عسكريا وسياسيا تجاه غزة".

وتابع الحاج "وهنا يظهر الفكر الفاشي والمفارقة الغريبة أن من حق الولايات المتحدة تكوين تحالفات لصالح مساندة إسرائيل لكن ليس من حق الدول العربية أو المقاومة تكوين تحالف لدعم الفلسطينيين، إنه الفكر النازي والغطرسة الأمريكية".