هل تسعى إسرائيل إلى المواجهات المباشرة مع إيران وإدخال المنطقة في حرب شاملة؟

تشير بعض التقديرات إلى أن التوترات في المنطقة تقترب من المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل، في ظل رغبة نتنياهو في اتساع رقعة الصراع في المنطقة.

بعد مقتل المستشار العسكري البارز في فيلق القدس بالحرس الثوري رضي موسوي، بغارة مماثلة استهدفت مبنى في ريف دمشق، اتهمت إيران إسرائيل باغتيال 5 من مستشاري الحرس الثوري في غارة جوية على حي في العاصمة السورية دمشق، وتوعدت بالرد "في الوقت والمكان المناسبين".

وكانت قد أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، ليل السبت/الأحد، وقوع هجوم على قاعدة عين الأسد الجوية غربي العراق بعدد من الصواريخ الباليستية.

وأكدت القيادة المركزية الأمريكية على حسابها في موقع "إكس"، أن "الهجوم نفذته ميليشيات مدعومة من إيران"، مشيرة إلى اعتراض وتدمير معظم الصواريخ التي أطلقت باتجاه قاعدة عين الأسد، فيما أصابت بعض الصواريخ القاعدة.

وأفادت القيادة الوسطى الأمريكية، بأنه يجري تقييم الضرر بعد الهجوم الصاروخي، وفي الوقت ذاته أكدت أن الهجوم الذي استهدف قاعدة عين الأسد أسفر عن إصابة جندي عراقي على الأقل.

رغبة شخصية لدى نتنياهو

يرى الخبراء أن عمليات الاغتيال التي تقوم بها إسرائيل، تمثل رغبة شخصية لدى نتنياهو من أجل توسيع دائرة الصراع، كما تهدف من جهة أخرى لتوجيه ضربة مباشرة إلى إيران لاستهداف البرنامج النووي الخاص بها، وهو ما تسعى إليه واشنطن.

يقول الخبير الأمني المغربي محمد الطيار، إن نتنياهو يحاول إطالة أمد الحرب، كي لا يخضع للمساءلة عن الإخفاق في 7 أكتوبر.

فتح جبهات جديدة؟

وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية في هذا السياق يسعى إلى مد القتال إلى جبهات جديدة، ولا سيما مع "حزب الله" في لبنان ومع إيران في سوريا.

ويرى الخبير أن التصعيد من قبل إسرائيل خلال الأيام الأخيرة يفسر توجه نتنياهو، عبر شن ضربات تستهدف الحرس الثوري الإيراني في سوريا، للإبقاء على التوتر، والسعي لتوريط الولايات المتحدة في حرب مباشرة ضد إيران، رغم أن واشنطن وطهران عملتا حتى الآن على تفادي حرب مباشرة بينهما.

ساحة البحر الأحمر

حول ما يشهده البحر الأحمر، يرى الخبير الأمني، أن نتنياهو يرى في الجبهة فرصة لجعل واشنطن توسع ضرباتها على "الحوثيين"، كي تشمل أهدافا إيرانية، ليدخل المنطقة في آتون حرب شاملة.

ووفقا له، فإن نتنياهو يرفض التجاوب مع المطالبات الأمريكية بخفض التصعيد في غزة، والعمل لإبرام صفقة تبادل للأسرى وإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع، وفتح "أفق سياسي" أمام الفلسطينيين، لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وذلك لتحقيق الأهداف التي يسعى لها في الوقت الراهن، بعد يقينه بخضوعه لمحاكمة ومواجهة الغضب الشعبي بعد وقف إطلاق النار.

أهداف مشتركة لواشنطن وإسرائيل

فيما يقول الخبير الأمني والاستراتيجي المغربي، محمد الطيار، إن الوضع الحالي يعد فرصة هامة أمام نتنياهو والولايات المتحدة الأمريكية لتوسيع دائرة الحرب، خاصة في ظل الاتهامات بأن إيران أوشكت أن تصبح دولة نووية.

وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن واشنطن لديها يقين بالمراحل المتقدمة التي وصلت إليها إيران بشأن برنامجها النووي، ولذلك تسعى لاستهدافه عبر توسيع رقعة الصراع وتوجيه ضربات مباشرة في وقت لاحق.

ويرى أن دخول إيران بشكل مباشر في الحرب مع واشنطن وإسرائيل أصبح مسألة وقت، وأنها تقترب من خلال توسيع دائرة الحرب.

ويتفق الخبير المغربي بشأن تهرب نتنياهو من تضييق الخناق عليه داخليا عبر تمدد رقعة الصراع باتجاه سوريا والعراق.

في الإطار، أكد وزير الخارجية الإيراني، أمير عبد اللهيان، اليوم الأحد، أن أنشطة مكافحة الإرهاب التي يقوم بها المستشارون العسكريون الإيرانيون ستستمر بقوة، وذلك في تعليقه على مقتل 5 من عناصر الحرس الثوري الإيراني في غارة إسرائيلية على سوريا، أمس السبت.

وشدد كبير الدبلوماسيين الإيرانيين عبر موقع "إكس" ("تويتر" سابق)، على أن "النظام الإسرائيلي هو الشريك الرئيسي للحركات الإرهابية والعدو الرئيسي للأمن الإقليمي".

ومضى بقوله إنه مما لا شك فيه أن "هزيمة الصهاينة أمام إرادة شعب غزة لا يمكن تعويضها بمثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة".