دراسة حديثة تكشف عن "أمر خطير" يهدد المياه الجوفية

توصل علماء من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، في دراسة أجروها على مستويات المياه الجوفية في العالم، إلى نتائج مثيرة حول انخفاضات واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم.

يقدم باحثو جامعة كاليفورنيا، في مجلة "Nature"، أكبر تقييم لمستويات المياه الجوفية في جميع أنحاء العالم، والتي تغطي ما يقارب من 1700 طبقة مياه جوفية، ويحذرون من انخفاض موارد المياه الجوفية، ويقدمون حلولا واقتراحات لحل مشكلة استنزاف المياه الجوفية. تعتبر هذه الدراسة ذات أهمية كبيرة للعلماء ومديري الموارد الذين يعملون على فهم ديناميكيات المياه الجوفية العالمية.

تقول ديبرا بيروني، الأستاذة المشاركة في برنامج الدراسات البيئية بجامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا:

"كانت هذه الدراسة مدفوعة بالفضول، أردنا أن نفهم بشكل أفضل حالة المياه الجوفية العالمية من خلال إجراء الملايين من قياسات مستوى المياه الجوفية".

ديبرا بيروني

الأستاذة المشاركة في برنامج الدراسات البيئية بجامعة كاليفورنيا

استغرقت الدراسة ثلاث سنوات، قام خلالها الفريق بجمع البيانات من السجلات الوطنية وغيرالوطنية ومن الوكالات الأخرى، وقام الباحثون بالبحث في أكثر من 1200 منشور لإعادة بناء حدود طبقة المياه الجوفية في مناطق البحث، وتقييم اتجاهات مستوى المياه الجوفية في 1693 طبقة مياه جوفية، بحسب دراسة نشرت في مجلة "scitechdaily" العلمية.

توفر النتائج التي توصلوا إليها التحليل الأكثر شمولاً لمستويات المياه الجوفية العالمية حتى الآن، وتثبت مدى انتشار استنزاف المياه الجوفية، وكشف العمل عن انخفاض المياه الجوفية في 71% من طبقات المياه الجوفية، ويتسارع هذا الاستنزاف في العديد من الأماكن، ما يدل على مدى تفاقم هذه المشكلة.

تسريع الانخفاضات وحلول للتعافي

وقال سكوت جاسشكو، الأستاذ المشارك في كلية برين للعلوم البيئية والإدارة في جامعة كاليفورنيا:

"إنّ انخفاض المياه الجوفية أكثر شيوعًا في المناخات الأكثر جفافاً مع انخفاض متسارع، ينتشر بشكل خاص في الأراضي القاحلة وشبه القاحلة المزروعة".

سكوت جاسشكو

الأستاذ المشارك في كلية برين للعلوم البيئية والإدارة في جامعة كاليفورنيا

ومن ناحية أخرى، هناك أماكن استقرت فيها المستويات. لقد انعكس انخفاض المياه الجوفية في الثمانينيات والتسعينيات في 16% من أنظمة طبقات المياه الجوفية والتي كان لدى الباحثين بيانات تاريخية عنها، ومع ذلك، فإن هذه الحالات ليست سوى نصف ما هو متوقع عن طريق الصدفة.

وقال جاسشكو: "تظهر هذه الدراسة أن البشر يمكنهم تغيير الأمور بجهود متعمدة ومركزة، إن إعادة ملء طبقات المياه الجوفية عمدا يسمح لنا بتخزين تلك المياه حتى وقت الحاجة".

تنفق الدول، بحسب المقال، الكثير من الأموال على بناء البنية التحتية للاحتفاظ بالمياه بالخزانات السطحية فوق الأرض. ولكن إذا كانت لديك الجيولوجيا صحيحة، فيمكنك تخزين كميات هائلة أيضا من المياه تحت الأرض، وهي أرخص بكثير وأقل خطورة ومفيدة للبيئة.