بعد موافقة إسرائيل... هل تقبل "حماس" بمقترح أمريكا المتعلق بصفقة تبادل الأسرى؟

في خضم المحاولات الدولية لعقد صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل و"حماس"، تقدمت الولايات المتحدة الأمريكية بمقترح جديد لحلحلة الأزمة العالقة في هذا الملف والتي تتعلق بعدد الأسرى المفرج عنهم.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن إسرائيل وافقت على الشروط، التي اقترحتها واشنطن، لتبادل الأسرى الفلسطينيين مع الرهائن الإسرائيليين الذين أسرتهم حركة حماس.

وأضافت: "وافقت إسرائيل على المقترح الأمريكي بشأن تبادل السجناء والرهائن".

وتتضمن المبادرة الأمريكية التي وافقت عليها إسرائيل "إطلاق إسرائيل سراح نحو 700 سجين فلسطيني مقابل إطلاق سراح 40 إسرائيليا لدى حماس".

وقالت قناة الـ12 الإسرائيلية: "تقدر إسرائيل أن الأمر سيستغرق من حماس ما بين ثلاثة إلى أربعة أيام للرد على وثيقة الرد التفصيلية، التي تم إرسالها إليها".

وطرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية قبول المقاومة في قطاع غزة، لا سيما حركة حماس المبادرة الأمريكية، في خضم انحياز واشنطن الواضح للمطالب الإسرائيلية على حساب الفلسطينية.

انحياز أمريكي

من جانبه اعتبر الدكتور حسام الدجني، الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، أن دور الولايات المتحدة الأمريكية كدولة من المفترض أنها تقود النظام الدولي، أن تبحث في أساس المشكلة الفلسطينية، والذي يتثمل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف جرائم الإبادة الجماعية للشعب، لا النظر إلى تداعيات هذا الأمر.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، في الأصل يجب أن تكون واشنطن وسيطا نزيهًا، لا منحازًا كما هو حاصل الآن في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تدعم طرف على حساب الطرف الآخر.

وقال إن ما تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الملف يكون بالتنسيق مع إسرائيل وحكومة بنيامين نتنياهو، وهو ما يدفع للترجيح بأن عرضها الأخير بشأن تبادل الأسرى، والذي لم يكشف عن كافة تفاصيله بعد، سيناريو إمكانية قبوله من قبل المقاومة الفلسطينية يبقى ضعيفًا.

موافقة ممكنة

اعتبر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، أن المقترح المعدل الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية بشأن صفقة تبادل الأسرى، والذي قد يكون مرتبطًا بالقرار الفرنسي، مهم جدًا، وهناك احتمال أن توافق عليه المقاومة في قطاع غزة.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، أدخل المقترح تعديلات ليست ببعيدة بشأن عدد الأسرى الذي يمكن الإفراج عنهم من الفلسطينيين المحبوسين في السجون الإسرائيلية، الفارق بين 700 و1000 يعد تعديلا بسيطًا، ويتوافق مع ما طالبت به المقاومة من عدد أسرى مقابل كل مجندة في هذه المرحلة.

ويرى أن الموافقة التي أعلنتها حكومة نتنياهو على المقترح الأمريكي تعتبر مشروطة، حيث تنتظر رد حركة حماس، فيما يمكن الاعتقاد بأن المقاومة قد تقبل المقترح الأمريكي، فيما يبقى ملف عودة النازحين لشمال قطاع غزة، بجانب ملف تبادل الأسرى.

وأكد أن إسرائيل تقترح عودة 2000 فلسطيني يوميًا إلى شمال قطاع غزة، خلال الهدنة التي سيتم إقرارها، فيما يمكن إدخال تعديلات جوهرية بشكل كبير، والعودة إلى مقترح عودة الرجال الفلسطينيين فوق الـ 50 عامًا، وكذلك عودة النساء والأطفال، وتظل هذه الفكرة هي الأكثر واقعية ومنطقية في هذه المرحلة.

ويرى الرقب أن حماس قد توافق على المقترح الأمريكي بعد تحسينه، وهو أفضل من لا شيء في هذه المرحلة، ويبقى في جعبة المقاومة الجنود والضباط الإسرائيليين الأسرى، وهم ورقة حوار قد تكون أطول وأعمق لإطلاق سراح باقي المحتجزين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وأشار موقع "واللا" إلى أن "قطر طرحت اقتراحا مماثلا قبل ثلاثة أسابيع، لكن إسرائيل ردت عليه بالرفض القاطع".

وأوضح الموقع أن "إسرائيل مستعدة للتحلي بالمرونة فيما يتعلق بعدد الفلسطينيين، الذين سيتم إطلاق سراحهم بعد جهود الوساطة التي قام بها رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويليام بيرنز".

وتتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حينما أعلنت حركة حماس، بدء عملية "طوفان الأقصى"؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.

وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.

وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 32 ألف قتيل، ونحو 75 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في القطاع.