اقتصادي لبناني لـ"سبوتنيك": خسائر اقتصادية وتضرر للسياحة بسبب الهجمات الإسرائيلية

صرح الخبير الاقتصادي اللبناني، الدكتور عماد عكوش، أن الهجمات الإسرائيلية على الحدود الجنوبية اللبنانية، تركت تداعيات اقتصادية كبيرة، لا تقتصر على لبنان وحسب، بل تشمل المنطقة بما في ذلك إسرائيل.

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك": "من ناحية لبنان، بدأت هذه الأحداث تأكل النمو الذي كان متوقعا لعام 2023 وعام 2024، حيث يُجمع الاقتصاديون ومراكز الدراسات على أن نسبة النمو لعام 2023 وقبل الأحداث، كان يمكن أن تصل إلى حدود 2%، وخاصة في القطاع السياحي والذي سجل نموا جيدا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2023، لكن بعد "طوفان الأقصى" انخفض هذا النمو إلى حدود 1%".

وتابع: "يضاف إلى هذا التراجع في أداء الاقتصاد، الخسائر المادية التي تحققت نتيجة للاعتداءات العسكرية الإسرائيلية على البنى التحتية وعلى القطاع الزراعي والصناعي والسياحي، حيث بلغت الأراضي الزراعية المتضررة حوالي 800 هكتار، يضاف إليها البنية التحية والتي تضررت وبشكل كبيرة على طول 100 كلم تقريبا، وبعرض أكثر من 10 كيلو مترات، وذلك مع سبعين ألف نازح تقريبا تركوا قراهم وأعمالهم".

ولفت عكوش النظر إلى تقرير "الإسكوا" (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا) لعام 2024، والتي ترى فيه أنه لولا الحرب لسجل اقتصاد لبنان نموًا بنسبة 1,3%، لكن مع تداعيات الحرب، تتوقع انكماشًا اقتصاديًا بنسبة 0,9%، أي أن الفرص الضائعة للاقتصاد اللبناني توازي 2,2% من الناتج المحلي في العام 2024، وكذلك يتوقع البنك الدولي أن يسجل العام 2024 نمواً نسبته 0,5% في حال توقفت المواجهة الأمنية، في النصف الثاني من العام الحالي.

وأوضح الخبير الاقتصادي أنه في المحصلة تجاوزت الخسائر بما فيها الفرص الضائعة، خلال العام 2023 والعام 2024، 5 مليار دولار، مؤكدًا أن هذا الرقم مرشح للارتفاع إذا ما استمرت المواجهة لفترة أطول.

وفي تصريحات سابقة، قال وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، أمين سلام، إن خسائر بلاده الاقتصادية جراء الحرب الجارية في غزة وجنوب لبنان، وصلت إلى 10 مليارات دولار.

وأوضح سلام أن "الحرب الدائرة حاليا في فلسطين وجنوب لبنان، لها تأثير سلبي كبير على الاقتصاد اللبناني، وخاصة القطاعات الأساسية مثل السياحة والزراعة".

ويتبادل "حزب الله" الضربات الجوية والصاروخية مع إسرائيل، منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مع تدهور الوضع في المنطقة بشكل كبير بعد إعلان إسرائيل عن عملية عسكرية ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة.

وقالت وزارة الخارجية اللبنانية، إن "نحو 100 ألف شخص أجبروا على مغادرة منازلهم في جنوب لبنان بسبب القصف الإسرائيلي"، فيما قالت إسرائيل أيضًا إن "نحو 80 ألفًا من سكان شمال إسرائيل" وجدوا أنفسهم في وضع مماثل.