القاهرة ـ سبوتنيك ـ أشرف كمال
وأشار أستاذ العلاقات الدولية والسياسة الخارجية في الجامعة اللبنانية خالد العزي، في حديث لـ "سبوتنيك"، إلى أن روسيا "يمكنها أن تلعب دوراً مميزاً، عن طريق فهم العلاقات مع الدول التي تحيط بالأزمة اليمنية، خاصة لأنها "تتمتع بعلاقات جيدة مع كافة الأطراف العربية".
وأوضح أن الوساطة الروسية من شأنها الحفاظ على الدولة، ودعوة القوى المتحاربة إلى طاولة الحوار، ونزع فتيل الحرب، للخروج بحل فعلي وبناء، للقضاء على الأزمة التي تتفجر من حين لآخر.
وشدد العزي على أهمية أن يكون لروسيا هذا الدور، حتى لا يتمدد الصراع الداخلي في اليمن ويصل إلى حرب أهلية على غرار ما يجري في ليبيا وسوريا، والذهاب نحو الفوضى العارمة والانهيار الكامل لمؤسسات الدولة.
ويعتقد العزي أن أهم ما يميز الموقف الروسي أنه "غير منحاز لأي طرف في الحرب التي اتخذت نوعا من الصراع المذهبي".
من جانبه أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق هاني خلاف، أن روسيا تملك قدرات مؤثرة للعب دور في الأزمة اليمنية "من خلال العلاقات الجيدة مع إيران والأطراف اليمنية المختلفة"، مشيراً إلى أن ذلك يمكن أن يتم من خلال المباحثات مع مصر.
وأضاف أن روسيا يمكنها الإعلان عن مبادرة باستضافة موسكو للأطراف اليمنية المختلفة، الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة، والرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي وأطراف عربية وجامعة الدول العربية من جهة أخرى.
وأكد الدبلوماسي المصري أن أهم ما يميز الدبلوماسية الروسية، انها تتحرك في هدوء مؤثر يصب في صالح تسوية الأزمات.
وبدوره اعتبر المحلل السياسي اليمني عبد الملك اليوسفي، أن روسيا مؤهلة بكفاءة، فهي "لديها قنوات اتصال فعالة مع كل الأطراف، إلى جانب موقفها المحايد من الأزمة"، وأن هذه المقومات تجعل من روسيا وسيطا فعالا لإنهاء الأزمة، إلا أن سقف المطالب من أطراف الأزمة، سواء من السعودية أو من جماعة الحوثيين، قد يكون عائقاً أمام أي وساطة إقليمية أو دولية.
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء د. عبد الجليل كامل، أن موقف روسيا يرتبط "بتوازن العلاقات الدولية والعلاقات مع الولايات المتحدة، وروسيا تحافظ على مسافة في علاقاتها مع الغرب، وأن الموقف الروسي المحايد من الأزمة في اليمن، يندرج في هذا الإطار، في ظل العلاقات الاستراتيجية بين موسكو وطهران".
وأوضح أن روسيا دولة عظمى ومسؤولة وتدرك أهمية الحفاظ على مصالح الدول والأهمية المحورية لمضيق باب المندب في حركة التجارة الدولية، واصفاً موقف موسكو بالموقف "الحكيم من دولة مسؤولة"، وبالتالي فهي مرشحة للعب دور الوسيط النزيه في الأزمة.
