كما اتهم بحاح، الحوثيين بإفشال المشاورات، قائلاً إنهم "قاموا بتفجير منزل أحد أعضاء الوفد المحاور لهم في جنيف في أول أيام المفاوضات"، مؤكداً تمسك حكومته بالمفاوضات "رغماً من العراقيل التي يفرضها من أسماهم بـ "الانقلابيين".
وأعلن بحاح، في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة الخميس على هامش اجتماعه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن تشكيل مجلس تنسيق مصري- يمني على مستوى الوزراء، على أن يظل في حالة انعقاد دائم حتى انتهاء الأزمة اليمنية.
وأكد بحاح أن "الاحتراب" لن يحل مشاكل اليمن، داعياً كافة الأطراف إلى الالتزام بقواعد المفاوضات والمشاركة فيها بجدية بغية التوصل لحل للأزمة، التي وصفها بأنها مزيج من النزاعات السياسية والقبلية والمناطقية والطائفية.
وقال بحاح "نحن نتبنى هدنة دائمة في اليمن وليس هدنة إنسانية مؤقتة؛ فالهدنة المؤقتة تستخدم فقط في حال نية توسيع الحرب، كما أن الحوثيين استغلوا الهدنة الإنسانية السابقة لتوسيع سيطرتهم على مناطق جديدة"، مؤكداً استعداد حكومته لهدنة دائمة في حال وقف العنف وانسحاب الحوثيين من المدن المسيطرين عليها.
كما دعا نائب الرئيس اليمني "الأطراف الخارجية" إلى عدم التدخل في الشأن اليمني، منبّهاً إلى أن التدخلات الخارجية "لن يفيد في شيء، بل دمر اليمن كما فعل في العديد من الدول".
وانطلقت في جنيف، الاثنين الماضي، مشاورات متعثرة بين وفد جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح من ناحية، ووفد يمثّل حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي من ناحية أخرى برعاية الأمم المتحدة وبمشاركة مبعوثها الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، من أجل التوصل لاتفاق يفضي إلى حل سلمي للأزمة اليمنية الممتدة منذ شهور.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة في جنيف أحمد فوزي، قال لـ"سبوتنيك"، بوقت سابق من اليوم، إن "كل الأطراف اليمنية المشاركة في الجولة الأولى من مشاورات جنيف، وافقت على طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بإقامة هدنة إنسانية في اليمن خلال شهر رمضان"، وتوقّع إعلان ذلك خلال الساعات المقبلة.
ويعاني اليمن أعمال عنف منذ سيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) على العاصمة اليمنية صنعاء أواخر العام الماضي واستيلائها على قصر الرئاسة أوائل العام الجاري، ما دفع الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى مغادرة العاصمة إلى مدينة عدن (جنوبي البلاد) قبل أن يغادرها إلى السعودية.
وتقود السعودية تحالفاً عسكرياً يشن حملةً عسكريةً على اليمن منذ شهر مارس/آذار الماضي، بهدف القضاء على قوة الحوثيين العسكرية، وإجبارهم على تسليم أسلحتهم والانسحاب من العاصمة صنعاء، وإعادة هادي للرئاسة، فيما يقول الحوثيون إن أسلحتهم تقاوم ما يسمونه بـ "الاعتداء السعودي على مناطقهم".
وقد أسفر النزاع المسلح في اليمن خلال الفترة من 19 آذار / مارس وحتى 31 أيار/ مايو الماضي وبحسب الناطق الرسمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة ينس لاركه، عن مقتل 2288 شخصاً، فضلاً عن 9755 جريحاً.