القصة الكاملة للإبادة وسبي الإيزيديات
في الثانية بعد منتصف الليل، في الثالث من أغسطس 2014، بدأت مجازر إبادة الإيزيديين العراقيين في مناطق شمال العراق، بتسلل عناصر تنظيم "داعش" من الموصل، انطلاقاً من كرههم للمكون الإيزيدي ومناطقه.
أول دخول لعناصر التنظيم الإرهابي لقرى الإيزيديين تم في منطقة "كرزرك" المعروفة عربياً بـ"العدنانية".
وسرد الناشط الإيزيدي سلام سنجاري لـ"سبوتنيك" القصة الكاملة لسقوط قرى ومناطق المكون الإيزيدي بيد تنظيم "داعش"، الذي تلذذ بنحر الرجال ودفن الأحياء منهم مع الأطفال والنساء غير اللواتي وقعن بأيدي عناصره، وعزلوا العذراوات والجميلات منهنَّ لحفلة اغتصاب جماعية.
وقال "كنت على اتصال معهم بحكم تواجد بيت خالي في منطقة كرزرك، لكن المقاومة خارت، رغم شدتها واستمرارها حتى السابعة صباحاً، لما يمتلكه الدواعش من أسلحة فتاكة تمكنوا بها من الاستيلاء على المنطقة".
وأضاف سنجاري "بعدها هرب سكان المجمع إلى منطقة رامبوسي، ولم يتمكن من الخلاص من وقع بيد التنظيم الذي ذبح كل الرجال والشباب وكبار السن، وأخذ الفتيات والنساء سبايا".
وبحسب سنجاري، في الوقت نفسه، كان عناصر من تنظيم "داعش" يهاجمون مجمع سيبا شيخ خدر، قاومهم الأهالي في البداية حتى انسحاب قوات البيشمركة الكردية، من المجمع دون رصاصة تذكر، لأسباب غير معلومة حتى اللحظة.
وأعتبر سنجاري أن انسحاب البيشمركة أدى إلى انهيار معنويات المكون الإيزيدي، متهماً "بعض الجيران من المكون العربي في التآمر" مع تنظيم "داعش" ومشاركتهم في تقاسم الإيزيديات واستعبادهنّ جنسياً.
وعندما سقط مجمع الجزيرة، نفذ تنظيم "داعش" عمليات إعدام بحق ما يقارب الـ70 شخصاً، من خلال نصب منصة في باحة المجمع.
وحينها تساقطت قرى ومساكن الإيزيديين الواحدة تلو الأخرى، وعندما سقط الطرف الجنوبي من قضاء سنجار غرب الموصل، ارتعب بقية أبناء المكون في بقية المناطق.
ثم وصل عناصر "داعش" إلى مركز سنجار، في ظل تعاون بعض أهالي المنطقة، حسبما تحدث سنجاري.
ولاذ مئات الآلاف من أبناء المكون الإيزيدي إلى جبال الموت المحاذية للحدود مع الجارة سوريا، بين سائر على أقدامه وغيره الذي هرب بسيارته، عندما سقط قضاء سنجار بيد تنظيم "داعش" بالكامل، قبل عام من الآن.
ولم تنته مطاردة الدواعش للإيزيديين عند هذا الحد، رغم موت الأطفال وكبار السن في طريق هروبهم صوب جبال سنجار من العطش والجوع والشمس الحارقة، حتى حاصرهم في الجبال من كل الجهات لسبعة أيام يموتون واحداً تلو الآخر بلا ماء وطعام.
حتى وصول مقاتلات ومقاتلو حزب العمال الكردستاني من أكراد سوريا وتركيا، وشقوا طريقاً لإنقاذ العوائل الإيزيدية الشاردة في الجبال من شمال سنجار إلى الأراضي السورية.
وحتى اللحظة ما تزال نحو 3000 فتاة وامرأة إيزيدية سبايا وجاريات، يُزوجنَ ويمارس عليهن التعنيف الأشد وحشية على الأرض في مناطق سيطرة تنظيم "داعش"، الذي باعهنَّ في أسواق النخاسة العائدة إلى عصور العبودية، بين محافظة نينوى شمال العراق، وفي الرقة، شمال سوريا.
وكشف الناشط الإيزيدي فهد الداوود لـ"سبوتنيك"، أن ما يقارب من الـ100ألف شخص من المكون الإيزيدي هاجروا من العراق نحو ألمانيا وهولندا.
ونوه الداوود إلى أن 400 ألف شخص إيزيدي مشردين في المخيمات ما بين إقليم كردستان العراق وتركيا وسوريا.
ناجية في عام سبي الإيزيديات
عادت أم إيزيدية مع أطفالها الستة، صبيحة الثالث من الشهر الجاري، بعد عام من البيع والمتاجرة بها وصغارها بين عناصر تنظيم "داعش" في الرقة السورية، إلى إقليم كردستان، بجهود أبو شجاع محرر الإيزيديات البارز.
وكشف أبو شجاع لـ"سبوتنيك"، أن عدد الإيزيديين المختطفين والمختطفات الذين تمكن من تحريرهم ونقلهم إلى بر الأمان وصل حتى الآن إلى 350 شخصا غالبيتهم أطفال وفتيات اقتادهن التنظيم "سبايا وجاريات".
وأشار إلى تحرير أكثر من 25 مختطفاً ومختطفة من قبضة "داعش"، خلال الأسبوع الجاري، مقابل مبالغ متفاوتة الأرقام.
ولفت أبو شجاع إلى أن ما يقارب الـ 3000 فتاة وامرأة إيزيدية ما زلن بيد تنظيم "داعش"، الذي أدخلهنَّ الإسلام بالاعتداء الجنسي، وزواج الإكراه لعناصره وقادته، منوهاً إلى تعرض الصغيرات منهنّ وبعمر الـ12 للاغتصاب.
إحياء ذكرى المجزرة دولياً
وأحيى المكون الإيزيدي ذكرى إبادتهم وسبي فتياتهم ونسائهم على حد سيوف الدواعش، الاثنين، بتظاهرات ووقفات احتجاج على الصمت المحلي والعالمي لما طالهم من قتل وحشي واقتلاع لوجودهم من المنطقة.
وشددت مطالب أبناء المكون الإيزيدي، التي حملوها على يافطات بيضاء تناسبت مع ثيابهم التي ساد عليها البياض، أولها وأبرزها تحرير الإيزيديات المختطفات من بطش "داعش"، واعتبار ما ألم بهم " غينوتسايد" (إبادة)، مع توفير حماية دولية، بعد تحرير مناطقهم وسهل نينوى من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي.
