دمشق — سبوتنيك — نور ملحم
هذه المناطق عبارة عن تجمّع من القرى المنخفضة نسبيّاً عن المناطق المحيطة بها، أغلب سكّانها من المسيحيّين، وعلى الرغم من تبعيّتها الإداريّة لمحافظة حمص، فإنّها تبدو أقرب من حيث طبيعتها الجغرافيّة والسكانيّة لجبال الساحل السوريّ، حيث أنّها تتداخل غرباً مع قرى ريف طرطوس.
عاش سكان المنطقة فترة زمنية من الخوف والقلق، نتيجة الصراع الذي حدث بمعظم هذه المناطق بين العصابات الإرهابية المسلحة وقوات النظام السوري، والتي بدأت من أواسط عام 2012، على بلدتي الزارة والحصن القريبتين جدّاً من قرى "وادي النصارى".
وبعد تحريرها من الإرهاب بفترة، عاد الخوف لقلوب سكانها بسبب الأنباء عن تقدم "داعش" في الشرق السوري، وخاصة بعد الانتهاكات التي تعرض لها المسيحيون في الموصل العراقية، إلاّ أنّ الاطمئنان عاد إلى سكّان "وادي النصارى" بعد هزيمة تلك الكتائب وطردها من القرى.
والدليل على ذلك المهرجان الذي أقيم الأسبوع الماضي واستمر لمدة أسبوع، تضمن العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية والبيئية، بحضور العديد من الشخصيات الرسمية من الحكومة السورية والإعلاميين العرب والأجانب.
صوت الرصاص كان يسمع في الماضي، وأصبحت المنطقة اليوم تعيش على أصوات الحفلات الصاخبة.. فالحياة تسير على طبيعتها.
وزير السياحة السوري بشر يازجي تحدث لوكالة "سبوتنيك" قائلاً، "توقفنا عن القيام بالمهرجانات لعدة سنوات، بسبب الأوضاع غير الأمنة في المنطقة، ولكن بعدما عاد الأمان، قررنا أن نعيد الحياة التي كانت تتمتع بها هذه المناطق في الماضي، والتي كان يقصدها السياح من جميع بلدان العالم، للتمتع بجمال طبيعتها ومناخها، إضافة لمكانتها الدينية فهي تحتوي على العديد من الكنائس تعتبر مزارات للسياح الأجانب.
وأضاف اليازجي، "مهرجان الوادي السياحي في حمص يعتبر مؤشراً على حدوث تغير إيجابي في السياحة الداخلية مع ضخ مزيد من الاستثمارات"، لافتاً إلى أن الظروف التي تمر بها البلاد أثرت بشكل كبير على قطاع السياحة، لذلك لابد من إيجاد البدائل فكان لابد من العمل على تشجيع السياحة الداخلية.
وبين الوزير أن المهرجان يدلل على أن المجتمع المحلي مازال موجودا في سورية، لأنه من أهم أهداف الحرب الإرهابية على سورية إلغاء دورها القومي والإقليمي وطمس تاريخها المشرق وحضارتها المتجذرة منذ آلاف السنين، ما يتطلب مزيداً من العمل من أجل إظهار الشكل الراقي لسورية ولاسيما أن منطقة الوادي تمتلك كل مقومات السياحة الطبيعية والدينية.
يذكر أن المهرجان قدم العديد من المعارض وتم افتتاح الفنادق السياحية والحفلات الموسيقية والغنائية، إضافة لمشاركات العديد من الأطفال ضمن فقرات خاصة بهم من فواصل رقص وغناء وشعر.