استعرضت صحيفة الوطن المصرية، أراء الخبراء حول تزامن زيارة عدد من القادة العرب إلى موسكو، ونقلت عن استاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، سعيد اللاوندي، قوله " إن روسيا بصدد عمل نواة لتحالف إقليمي ضد الإرهاب في العالم الأجمع، وستدعو زعماء الدول الثلاث إلى انضمام بلادهم إلى التحالف" مشيرًا إلى أن التحالف سيكون أعم وأشمل من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، والتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن ضد الحوثيين.
وأضاف أن اجتماع زعماء مصر والأردن وأبوظبي اليوم، يأتي لبحث تشكيل التحالف الإقليمي، ومناقشة الفكرة ومدى أهميتها، واقتراح المزيد من الدول للانضمام لها ومساندتها لتوسيع إطارها، ومدى توافر الإمكانيات البشرية والمادية لدى الدول الثلاث لتنفيذ التحالف.
من جانبه، أوضح محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن اجتماع السيسي وعبدالله وبن زايد اليوم، يأتي في إطار مناقشة المشكلات الإقليمية المنتشرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة إلى مناقشة أزمة الجزر الإماراتية مع إيران، وتدخل إيران في المنطقة، مشيرًا إلى أنه في ظل تأييد روسيا لإيران، يلجأ ولي عهد أبوظبي لموسكو للتدخل وحل المشكلة.
وفي نفس السياق، أكد السفير رؤوف سعد سفير مصر السابق في موسكو ومساعد وزير الخارجية الأسبق، أن وجود زعماء مصر وأبوظبي والأردن في توقيت واحد بموسكو، يأتي بسبب الارتباطات والمواعيد المحددة مسبقًا لهؤلاء الزعماء، مشيرًا إلى أن الزيارات الثلاث لن تخرج عن الشكل الثنائي، ولن يمنع ذلك وجود اجتماع مشترك لمناقشة الملفات الإقليمية الخاصة بسوريا وليبيا والعراق.
وأشار سعد، إلى أن زيارة ولي عهد أبوظبي، تأتي لتوطيد علاقة البلدين، في ظل انخفاض أسعار البترول، إضافة إلى التفاهم بشأن تشكيل تحالف ضد الإرهاب والإسلام السياسي، مشيرًا إلى أن الأردن تكرر زياراتها لروسيا سنويًا.
ونشرت صحيفة الأخبار المصرية، مقال للكاتب الصحفي محمد بركات بعنوان "روسيا ومصر" موضحاً أن الزيارة المهمة التي يقوم بها حاليا الرئيس السيسي إلي روسيا، جاءت ترجمة واقعية لما تشهده العلاقات المصرية الروسية من انطلاقة قوية للأمام، علي أساس التعاون والتنسيق الشامل في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية أيضا.
ويرى الكاتب الصحفي أن المباحثات المقررة بين الرئيسين بوتين والسيسي اليوم الأربعاء، تتناول جميع ملفات التعاون المصري الروسي علي الصعيدين الاقتصادي والسياسي، والذي يشمل المنطقة الاقتصادية الروسية المقرر إقامتها في مصر، والتعاون في المجال الصناعي، ومجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية وإقامة المفاعلات لإنتاج الكهرباء، وأيضا المساهمات الروسية في المشروعات المصرية العملاقة في محور قناة السويس، بالإضافة إلي التعاون في المجال العسكري والتنسيق في مواجهة الإرهاب الذي يهدد المنطقة والعالم الآن.
واعتبر أن الزيارة في مضمونها وجوهرها تعكس الرؤية المصرية بضرورة وأهمية إقامة علاقات تعاون متوازنة مع القوي المختلفة والمتعددة علي الساحة الدولية، سواء في الشرق أو الغرب، تقوم في أساسها علي قاعدة راسخة وواضحة من الاحترام المتبادل والتعاون المشترك والمصالح المتبادلة أيضا، كما تعكس في ذات الوقت حرص مصر وروسيا علي بناء علاقات قوية وصحيحة بينهما تحقق مصلحة الطرفين'.
وفي صحيفة "الجمهورية" كتب الكاتب الصحفي "فهمي عنبه" أن العلاقات المصرية الروسية تدخل اليوم مرحلة جديدة من الشراكة والتعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.. مشيرا إلي أن موسكو ستصبح الحليف النووي الأول بعد اكتمال محطة الضبعة، معتبراً أن الصداقة بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين توطدت وتفاعلت الكيمياء بينهما حيث يعملان في ظروف صعبة ويسعي كل منهما للنهوض ببلده لذلك تعددت اللقاءات منذ أول زيارة قام بها السيسي لروسيا عندما كان وزيراً للدفاع.
واشار إلي أن المباحثات العسكرية ستحتل جانباً مهماً خاصة بعد صفقات السلاح التي تم توقيعها بين الجانبين مؤخراً وبعد ما تناقلته وكالات الأنباء عن توريد مقاتلات 'ميج 29' لمصر ووجود صفقة تصل إلي 3.5 مليار دولار لشراء طائرات وأسلحة أخري، مضيفاً أن لقاء القمة في الكرملين الملف الاقتصادي بكل جوانبه، وكذلك الاستثمارات والمنطقة الصناعية الروسية والمشروعات المعروضة في محور قناة السويس.
