واعتبر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، الدكتور رضا شحاته، في حديث لـ "سبوتنيك" اليوم الاثنين، أنه رغم جوانب الاختلاف والتفاوت في المواقف المختلفة للأطراف المعنية بالأزمة السورية، فهناك يوماً بعد يوم تتكشف قواسم مشتركة من التوافق بين روسيا وكافة الأطراف العربية والغربية.
ولفت إلى أنه ورغم الاختلاف حول مصير الرئيس بشار الأسد، فإن هناك إدراك متزايد بالخطر الأعظم الذي يهدد المنطقة بالكامل متمثلاً في الإرهاب الذي يهدد العراق وسوريا وما له من تداعيات على منطقة الشرق الأوسط وتأثيره على مصالح الدول الكبرى.
وأشار إلى ان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لا تزال فاعليته محدودة حتى الآن، وكان لا بد من البحث عن وسائل أخرى في الوقت الذي يتزايد فيه خطر تنظيم "داعش" الذي استطاع تجنيد الآلاف من الأجانب، والسيطرة على آبار النفط، فضلاً عن توفير موارد التمويل الضخمة.
وأوضح الدبلوماسي المصري "أهمية المواجهة الأوسع لهذا التنظيم الإرهابي على أساس توافق دولي بين القوى الكبرى، وهذا ما نجده يتبلور يوماً بعد يوماً"
وأضاف أن الحديث يجري حول التصور النهائي والشامل للأزمة السورية، في ضوء تقدم الجيش السوري مدعوماً بالقوات الجوية الروسية، بالتزامن مع البحث عن آليات للحوار السياسي بين السعودية وروسيا والإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أهمية أن يكون هناك توافق عربي ـ عربي أولاً، ثم توافق روسي ـ أمريكي باعتباره ضرورة حيوية لتسوية الأزمة، ثم خلق قاعدة قوية لتوافق سوري ـ سوري على أساس الحفاظ على الدولة الوطنية وتجنب تقسيمها، موضحاً أن استراتيجية الحل تكمن في دعم نقاط التوافق والحوار السياسي المتنامي بين روسيا والدول العربية.
وأكد السفير على أن الأزمة السورية أكثر تعقيداً من مجرد التركيز على شخص الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أنه يجب العودة إلى جنيف 1 والاتفاق على أسس التسوية، وترك الشعب السوري ـ عندما تتهيأ له الظروف ـ ليقرر النظام السياسي الذي يراه مناسباً له.
