وأعلن نائب وزير الدفاع الأمريكي السابق، دوف زاخيم، في مقالة نشرها في صحيفة "ناتشونال إنترست" أنه: "في الوقت الذي يعترف الجميع بأن بوتين يسعى للحفاظ على الوجود الروسي في سوريا، القليل من يدرك أن روسيا الآن لها تأثير قوي جدا في الشرق الأوسط، وهذا التأثير أقوى من أي وقت مضى، وحتى عندما كان الاتحاد السوفييتي".
وأشار نائب وزير الدفاع السابق إلى تاريخ العلاقات بين الاتحاد السوفييتي وبلدان الشرق الأوسط، لافتا الانتباه إلى أن دعم الاتحاد السوفييتي للعراق أثناء الحرب بين العراق وإيران، جعل العلاقات بينه وبين إيران متوترة جدا، وأن العلاقات كانت متوترة بين موسكو وبين القاهرة والقدس أيضا.
وقال زاخيم: "أنور السادات (رئيس سابق لمصر) قام في عام 1972 بالاستغناء عن ما يقرب من 17000 خبير روسي في أسبوع واحد، وبعد ذلك تحالفت القاهرة مع الغرب. وبعد أن أعلنت إسرائيل عن استقلالها واعترف بها، موسكو قطعت العلاقات مع الدول اليهودية بعد الحرب، ولم تستعد العلاقات طوال السنوات التي كان الاتحاد السوفييتي متواجد فيها، أما اليوم فإن الوضع مختلف تماما".
وأضاف: "دعونا نبدأ من حقيقة أن إيران وروسيا، اليوم، هما المعاقل الرئيسية للحفاظ على بشار الأسد، ولروسيا علاقات ودية مع العراق، التي تصبح أقوى وأقوى، وعززت روسيا علاقاتها مع مصر: الرئيسان تبادلا الزيارات الرسمية على مدى العامين الماضيين، وأخيرا روسيا لديها علاقات ممتازة مع أقوى دولة في الشرق الأوسط ــ إسرائيل، حيث صفقات تجارة الأسلحة تنمو بين البلدين وبالفعل، القدس يعمل بشكل جيد على رغبات موسكو، ولذلك أوقف توريد الأسلحة إلى جورجيا بعد نزاع جورجيا واوسيتيا عام 2008 ولم يستأنف حتى الآن".
وتابع: "كل هذه الأمور، تفسر لماذا لدى بوتين موقف أقوى من مواقف الآخرين فيما يتعلق بالعملية الروسية في سوريا".
ويخلص زاخيم إلى أن بوتين يغطي جميع الجوانب في الشرق الأوسط، باستثناء الأردن ودول الخليج العربي، ولا أحد يمكن أن يؤئر على موقفه سلبيا فيما يخص تدخله في الصراع السوري والوقوف إلى جانب الحكومة السورية".