حلب — سبوتنيك — خالد الخطيب
التحالف المفاجىء دمر التحصينات
وأكد الخبير في الشئون الإسلامية حسين أبو حبلة، لـ"سبوتنيك"، الأربعاء، "أن التحالف المفاجىء لعناصر داعش وجبهة النصرة، على جبهة حلب، أتى مدمراً للكثير من المواقع والأهداف والخطط التي كانت منشودة ومدروسة من قبل قيادات التحالف الإرهابي، بسبب الخلافات الكبيرة الحاصلة بين الجماعات المسلحة والولاءات والأهداف المختلفة، التي حالت دون نتائج ردع فعلية للعملية البرية للجيش السوري، بالتزامن مع ضربات الطيران الروسي".
واعتبر أن الخلافات تكتلت واحتدمت في محيط طريق "السلمية —أثرية —خناصر"، ما تسبب في خسائر كبيرة لعناصر "التحالف"، وانسحابهم إلى مناطق البادية السورية الممتدة لمدينة الرقة، معقل تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، في حين كان الهدف الأساسي هو تخفيف الضغط عن "جبهة حلب"، وتحديداً الجنوبية والشرقية منها.
وأشار أبو حبلة إلى أن هذا ما حال دون صمود دفاعات التحالف التي امتدت على طول قرى ريف حلب الجنوبي والشرقي، التي بدأ الجيش السوري عملياته فيها، منذ حوالي شهر، قالباً طاولة الحسابات المنشودة من قبل "التحالف"، الذي تراجع إلى ما وراء مطار "كويرس"، ويقف في معركته الأخيرة في قرى الشيخ أحمد وكويرس، إذ أصبحت هذه المناطق ساقطة عسكرياُ.
التقدم بخطوات ثابتة
واستمرت عمليات الجيش السوري والقوات المرادفة له، مدعومة بضربات الطيران الروسي، في محيط ريف حلب الجنوبي، والبنادق مصوبة بشكل أساسي نحن تحرير مطار"كويرس" العسكري، المحاصر منذ أكثر من ثلاث سنوات، من قبل عناصر تنظيم "داعش".
والعملية التي تكتمل خطاها منذ حوالي شهر، كانت بدأت من الريف الجنوبي لحلب نحو تحرير مطار "كويرس" الاستراتيجي والأرياف المحيطة به، والمناطق الجغرافية الصحراوية الممتدة في البادية السورية وطريق "سفيرة- حلب"، والأبنية القديمة في القرى، جعلت خطى حملة الجيش هادئة ومدروسة، منعا لأي أخطاء وخسائر، قد تكون مكلفة جداً في جبهة الشمال.
وأكد مصدر ميداني، لـ"سبوتنيك"، أن "تغيرات الميدان التراجيدية وتقدم الجيش وخلافات التحالف الإرهابي الداخلية الحاصلة، كانت نتائجها وصول الجيش السوري إلى أعتاب المطار، وعلى بعد أقل من 2 كيلومتر في خط مستقيم، في حين تقوم حامية المطار بقتال استنزاف في وجه عناصر داعش، المحاولين دخول حرم المطار، عبر السيارات المفخخة، للإحالة دون وصول الحملة الواسعة للجيش إلى حضن المطار".
وبالتوازي مع ذلك، حدثت أعنف المعارك على طريق "السلمية — أثريا —خناصر — السفيرة"، بين مسلحي التنظيم من جهة، وقوات الدفاع الوطني المرادف لقوات الجيش السوري من جهة أخرى، وذلك عقب استعادة محطة "أثريا" الاستراتيجية، والتي تبعد أقل من 7 كيلومترات شرق مفرق "خناصر- السفيرة"، الشريان الوحيد الواصل لحلب، والواقع تحت سيطرة الحكومة السورية.
إنجاز سيقلب الطاولة
سيكون تحرير المطار العسكري المحاصر منذ ثلاث سنوات، إنجازاً ذو حدين، أحدهما الدفعة المعنوية الهائلة التي ستحصل عليها القاعدة الشعبية المؤيدة للحكومة السورية، ومن حيث إعادة الثقة بقدرة الجيش السوري والحكومة السورية الفعلية والحقيقية باسترجاع المطارات المحاصرة.
والآخر يكمن في الاستراتيجية الجغرافية للمطار، حيث ستصبح مدفعية المطار، كلها موجهة نحو أرياف حلب، وهي "منبع" الجماعات المسلحة القادمة عبر الأراضي التركية، ما سيخفف الضغط الفعلي على مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، وبهذا تكون أرياف إدلب أصبحت شبه محاصرة، وعمليات الجيش ستنطلق نحوها.
