وقال زيدان، لـ"سبوتنيك"، الثلاثاء، إن دي ميستورا يحاول أن يفرض على المفاوضات خط سير جديد، لم يكن مطروحا من قبل، فالعملية الانتقالية مطروحة بالفعل من خلال خطوات محددة سلفاً، ولكن مصير الرئيس بشار الأسد لن يطرح الآن، أو على الأقل قبل الانتهاء من الملف الأهم في سوريا، وهو محاربة الإرهاب.
وأوضح القيادي بـ"اتحاد القوى"، أن موقف رئيس الوفد المفاوض التابع للحكومة السورية الرسمية بشار الجعفري، كان منطقيا للغاية، فمقام الرئاسة لا يجب أن يطرح للنقاش في جلسة مفاوضات، ولا يجب أن يقرر المعارضون للأسد مصيره، وإنما الشعب السوري هو صاحب الكلمة في هذا الأمر، وإذا غادر الرئيس منصبه، فيجب أن يكون ذلك عبر انتخابات حرة مباشرة تحت إشراف دولي يضمن نزاهتها.
ولفت إلى أن مصير الرئيس بشار الأسد ليس جزءاً من المفاوضات مع المعارضة، وأصر على أن جهود مكافحة الإرهاب لا تزال تمثل الأولوية بالنسبة لدمشق، على الرغم من كافة المحاولات من جانب دي ميستورا لطرح الأمر للنقاش على مائدة المفاوضات في جنيف.
وأضاف زيدان أنه كان على المفاوضين أن يهتموا أكثر بملف الإرهاب ويمنحوه المزيد من الاهتمام، لأن المفاوضات في شكلها الحالي تبدو وكأنها محاولة لاقتسام كعكة ليحصل كل على نصيب خاص، بدلاً من تجميعها لإقامة احتفال كبير يليق بوحدة سوريا، بعد القضاء على التنظيمات الإرهابية فيها.
ووجه القيادي في اتحاد القوى السورية انتقادات عنيفة إلى تركيا وقطر والسعودية، بأنهم يسعون إلى تعزيز الانقسام الداخلي وليس إيجاد حل للصراع الدائر في سوريا منذ عدة سنوات، واتهم الدول الثلاث بتنفيذ مؤامرة واسعة، تهدف إلى تقسيم سوريا إلى مناطق منعزلة، تكون لكل منها سلطة على بعضها، ما يعني احتلالاً ناعماً بدون تكلفة عسكرية دائمة.
وكان المندوب الأممي ستيفان دي ميستورا هدد الوفد الحكومي السوري في جنيف بأنه بدون البدء في حوار بشأن الانتقال السياسي، سيكون من الصعب الحفاظ على اتفاق وقف الأعمال القتالية وتسليم المساعدات، وهو ما رد عليه الجعفري بأنه "أمر لا يستحق عناء الرد، وملف الإرهاب أولوية لدى دمشق حاليا".