قبل الحرب كنت أهدي والدتي دهب" هذا ما قاله وسيم لـ "سبوتنيك"، الشاب الذي يعمل مدرس لغة إنكليزية والذي تحدث عن آثار الحرب على نوعية اختيار الهدايا في عيد الأم، وأضاف"أجبرتنا الحرب على الاقتصاد حتى في اختيار هدية عيد الأم، قبل الحرب كان سعر غرام الذهب لا يتجاوز ألفين ليرة أما اليوم وصل إلى أكثر من 17 ألف هذا ما دفعني لاختيار هدية تتناسب مع مدخولي، واخترت لها حقيبة يد مع شال"
عشرة أضعاف هو الفرق بين قيمة الدولار قبل الحرب والدولار اليوم، حيث وصل سعره في يوم 21 آذار إلى حدود 483 ليرة سورية، وهذا الحد الأقصى الذي يصل إليه منذ بداية الأزمة التي أثقلت كاهل الأسرة السورية المناضلة في وجه الارتفاعات الجنونية بالأسعار والتي بالكاد تستطيع تأمين مستلزمات الحياة فما بالك بتكاليف إضافية تفرضها المناسبات الاجتماعية كعيد الأم.
عادة ما تشهد حركة الشراء في محلات الحلويات كثافة كبيرة في عيد الأم، لكن زينة (21عاماً) الطالبة الجامعية لم تكن تدري أن متوسط سعر قالب الكيك في عيد الأم هو 5000ل.س ما يقارب ربع راتبها الذي تتقاضاه في عملها كسكرتيرة في إحدى العيادات، ما دفعها للجوء إلى صناعته يدوياً في المنزل حيث قالت:"تفاجأت بأسعار قوالب الكيك وقررت تحضيره لوحدي بتكلفة أقل وبطعم ربما أفضل.. والأهم هو فرحة والدتي واجتماع العائلة أو ما تبقى منها في يوم العيد أما الهدية اقتصرت على طوق من الإكسسوار وخاتم"
لا تغيب الفكاهة عن بال السوريين في أي مناسبة كانت ومن أكثر المقولات التي انتشرت في الفضاء الأزرق "خبر عاجل:اقتصر عيد الأم على صفحات الفيس بوك فيما سجلت خمس حالات معايدة حقيقية على أرض الواقع".. ربما كان ذلك تصوير للواقع بطريقة الكوميديا السوداء، فالوضع المعيشي المتردي والذي تعاني منه الكثير من الأسر السورية دفعهم للاحتفالات الافتراضية في مواقع التواصل الاجتماعي عوضاً عن السهرات التي تميزت بها هذه الأسر في فترة قبل الحرب.
هو العيد الخامس تحت رحمة الحرب يمر على السوريين بمزيج من المشاعر المختلطة بين فرح بالعيد وحزن لخروج العديد من العادات من قائمة الأسرة السورية نتيجة الأزمة الاقتصادية التي أثرت بشكل مباشر على القوة الشرائية لليرة السورية.