بات من الصعب الذهاب إلى المطاعم باستمرار لذوي الدخل المحدود أمثالي ــ قالت لجين الموظفة في إحدى الدوائر الحكومية في دمشق لـ"سبوتنيك"، وأضافت "هذا الارتفاع غير مبرر من أصحاب المطاعم، وهو سيحرم الكثير من هذا النوع من الرفاهية، فمتوسط سعر وجبة الطعام اليوم لا يقل عن ثلاثة آلاف ليرة ومتوسط دخل الفرد هو عشرون ألف ليرة فقط، لن أستطيع الذهاب إلى المطعم مرة واحدة في الشهر بعد هذا الغلاء".
"أسعار وجبات اللحوم في المطاعم الشعبية ترتفع 150%"ــ هو عنوان يتصدر الصحف المحلية والمواقع الإلكترونية، وعزا ذلك أحد أصحاب المطاعم الشعبية إلى ارتفاع سعر الفروج النيء، مما أدى إلى ارتفاع سعر وجبة الدجاج بنسبة 120%، ووصل سعر كيلو لحمة الغنم إلى 4500 ل.س، بالإضافة للزيادة التي طرأت على المواد الغذائية وارتفاع أجور العاملين.
"كل شخص يجب أن يدفع عن نفسه"، هو المبدأ الذي يعتمده يزن محمد مع أصدقائه في كل مرة يتوجهون إلى مطعم أو مقهى، حيث قال:"في ظل الارتفاع الأخير ألغينا فكرة تناول الوجبات في المطاعم حيث نجتمع كل خميس وتقتصر طلباتنا على العصير أو الشاي إلى جانب الأركيلة التي يرتفع سعرها تدريجياً، ونتجه في أغلب الأحيان إلى ساروجة حيث المقاهي المتواضعة في أسعارها والتي تناسب أصحاب الدخول المتوسطة"
تأكيداً على غياب الرقابة الحكومية عن المطاعم اعتاد بعض السوريين نشر فواتير المقاهي والمطاعم التي يرتادونها على صفحاتهم الشخصية في موقع الفيس بوك، وكانت إحداها فاتورة فطور لشخصين في مطعم شعبي في منطقة الربوة والتي وصلت إلى حدود 5000ل.س، حيث تمت مقارنتها مع فاتورة غداء تعود إلى ماقبل الحرب كانت بحدود 650 ليرة سورية في الوقت الذي كان الفروج المشوي بـ 160ليرة فقط.
بات ارتياد المطاعم بشكل دوري حلم يضاف إلى قائمة أحلام السوريين التي تطول يومأ بعد يوم، وأصحبت صور وجبات الدجاج واللحمة يستمتع بها ذوي الدخل المحدود من بعيد على شاشات التلفزيون أو صفحات الفيس بوك.