ما أن قصفت سبع نقاط إعلامية مهمة تبث الذبح والعنف والفكر المتطرف لتنظيم "داعش" بضربة موجعة نفذها طيران التحالف الدولي ضد الإرهاب في منتصف آذار/مارس الجاري، ظهر جون كانتلي في الموصل بلحية خفيفة ولباس أفغاني أسود يحمل مسدسا بحزامه، مع قادة دواعش لم يسبق لأحد رُؤيتهم في المدينة… وكأنهم ظهروا من كهف بسبب لحاهم الطويلة جداً وملامحهم المخيفة وغالبيتهم أجانب الجنسية.
منذ ذلك اليوم، يتكرر ظهور جون في الموصل على الدراجة النارية، ولقبه "أبو رقية" بتنظيم "داعش"، بعد أن تزوج داعشية ألمانية خصص لها التنظيم لخدمتها اثنين من السبايا الإيزيديات اللواتي اقتدن من قرى الإيزيديين غرب الموصل بعد ذبح ذويهنَّ في أغسطس/آب 2014.
وخلال تواجده في الموصل، تحديداً في حي المهندسين الراقي بالجانب الأيسر من المدينة، حيث بيته الثاني الذي تم الاستيلاء عليه من قبل "داعش"، يرافقه عنصرا من التنظيم مسلح بسلاح متوسط، لحمايته.
وفي منزل جون الآخر وهو أيضاً من الغنائم التي حصل عليها "داعش" بتهجير السكان، في قضاء تلعفر قرب مبنى قائممقامية القضاء، لا يخرج منه ومن يود زيارته من الدواعش يأتي إليه وكأنه قيادي كبير بالتنظيم.
ويقول عنصر المقاومة والذي تحفظ عن الكشف على اسمه، إننا نتوقع أن يكون جون منتمياً لما يسمى بـ"بيت المال" التابع لتنظيم "داعش"، حيث أنه يتواجد في منطقة الغابات الوكر الأبرز للتنظيم في الموصل، والتي حفر فيها نفق تحت الأرض، بداخله توزع مهام ورواتب الدواعش، العناصر والقادة، وفق قائمة أسمائهم التي يحملها جون عند صرف الأموال.
وعند ظهوره الأخير بإصدار لتنظيم "داعش"، عشية قصف النقاط الإعلامية الداعشية في الموصل، ذكرت صفحة موصليون البارزة والأكثر متابعة من قبل الشارع الموصلي، أن جون لم يظهر منذ عام كامل على الإعلام بعد أن أنجز تقريرا مطولا على كل نواحي الحياة في المدينة.
كان بعض أهالي الموصل يظنون أن جون كانتلي، تم إعدامه بعد إنهاء مهمته، لكن قصف النقاط الإعلامية كان موجعاً على التنظيم والذي أخرج جون من جحره بعد عام كامل من الاختفاء.
وبات ظهور وتنقل جون علنيا في الموصل بإنه مع "داعش" على دراجته النارية على غرار تنقل العناصر والقادة الدواعش بالدارجات لتلافي ضربات طيران التحالف الدولي عليهم حال ركبوا السيارات، ولا يرتدي البدلة البرتقالية التي ألبست لباقي رهائن التنظيم الذي تم إعدامهم ومنهم الرهينة الصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف الذي ذبح في بداية سبتمبر/أيلول 2014، أي بعد نحو عشرة أيام على إعدام الصحفي الأمريكي الآخر جيمس فولي.