وأوضح الريان، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس، أن التصريحات جاءت على خلفية مشاركة الأمير السعودي في "مؤتمر المعارضة الإيرانية" في باريس، السبت الماضي، ومهاجمته للنظام الإيراني، وإعلانه أنه يتضامن معهم في محاولاتهم لإسقاط النظام الحاكم في إيران، لأنه هو أيضا "يريد إسقاط النظام"، وهو ما يؤكد أن طهران سوف ترد "عملياً" على هذه التصريحات.
وقال إن تصريحات الفيصل تعد — في الأعراف السياسية — اعترافاً صريحاً يعفي إيران من أي مساءلة إذا ما اتخذت موقفاً حازماً في الأمر، فالدولة الإيرانية الآن في حل من تبرير أي رد فعل ضد شخص يدعم أعداءها ويعلن على الملأ أنه يرغب في إسقاط النظام الحاكم فيها، كما أن منصب الرجل السابق يورط المملكة العربية السعودية في معركة سياسية لم تكن في حاجة إليها في الوقت الحالي.
وأضاف "اتهامات ظريف لتركي الفيصل بأنه هو من أنشأ وأسس تنظيمي القاعدة وطالبان، وأنه — حسب تصريحاته — لعب دورا بارزا في تاريخ آل سعود المشين، وقوله "بالتالي فهو يشبه بذلك صدام حسين، إذ يربط مستقبله بالإرهابيين، وينتظره هو وأشباهه مصير الدكتاتور العراقي"، يعني أن هناك رد فعل عنيف من الجانب الإيراني، لم يتم الإعلان عنه بعد".
وقال المتخصص في الشأن الإيراني، إن الولايات المتحدة — التي حضر مسؤولون منها مؤتمر المعارضة في باريس- تتحمل بدورها جانباً من المسؤولية، فهي ما زالت تحاول محاصرة طهران اقتصاديا وسياسيا، بشكل غير مباشر، سواء من خلال التحريض ضدها في المحافل الدولية، أو من خلال قتل بعض رجالها داخل سوريا، وأيضا تطلق ضد إيران وكلاءها في الشرق الأوسط — كالسعودية وقطر وتركيا- لتسجيل مواقف.
وكانت وسائل إعلام نقلت عن رئيس المخابرات السعودية السابق تركي الفيصل، قوله في الخطاب الذي ألقاه في اجتماع المعارضة الإيرانية في باريس "إن نضالكم العادل ضد النظام (الإيراني) عاجلا أم آجلا سيحقق أهدافه…وأنا أيضا أريد سقوط هذا النظام"، وهو ما اعتبرته إيران تعديا صارخا من جانب رجل كان يحتل المكانة الأقوى في السعودية خلال العقود الماضية.
وفي تعليق على المؤتمر وحضوره نوهت وسائل إعلام محلية أنه بعد انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 في إيران، قام مقاتلون تابعون لـ"حركة مجاهدي خلق" بعدد كبير من الهجمات الإرهابية ضد المسؤولين والمواطنين في إيران، وراح ضحية تلك الهجمات نحو 12 ألف شخص.
