قرية عالمية
لم يخفِ راني الرحمو مدير جمعية قرى الأطفال الدولية في سوريا لـ"سبوتنيك"، ما تعرضت له القرية التي كانت تحتضن الأطفال والشباب والشابات في حلب وتم إخلائها في 2012 نتيجة ممارسات المجموعات الإرهابية المسلحة وتم نقلهم إلى منطقة قدسيا، إلا أنه يتم السعي لافتتاح قرية جديدة بعد الحصول على منحة أرض من الدولة السورية في منطقة حمص تخدم 150 طفلا، إضافة إلى دراسة من قبل المنظمة الدولية لشراء منتجع بمساحة 10 دونمات في منطقة الصبورة بدمشق لتحويله إلى قرية تضم صالات "رياضية، ومسابح، وملاعب تنس وكرة قدم " ستكون أفضل قرية أطفال في العالم.
وأضاف الرحمو أنه يوجد قرية أطفال في منطقة قدسيا تضم 148 طفلاً وبيتين للشابات وثلاث بيوت للشباب خارج القرية في مناطق المزة، وصحنايا، وضاحية قدسيا ويتلقى الأطفال الرعاية الأسرية والتعليم ويبقون في القرية حتى عمر 15 سنة وبعدها يتم نقلهم إلى البيوت، علماً أن الأطفال يعيشون برفاهية ويتلقون الدعم الكامل بهدف الوصول إلى إنسان صالح ومنتج في مجتمعه، مؤكداً أنه يوجد من شباب القرى من استشهد أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في صفوف الجيش العربي السوري.
14 ألف مهجر
وأوضح أحمد مربية، مسؤول التقارير في منظمة قرى الأطفال لـ"سبوتنيك"، أنه بعد تزايد العنف الذي حصل في محافظة حلب وتعرضت أكثر من 10 آلاف عائلة للتهجير من منازلها، حيث عملت الحكومة السورية على نقلهم إلى المناطق الآمنة وتسكينهم في مدارس الإيواء بينما القسم الكبير تم نقله إلى منطقة جبرين شرق حلب 25 كم وتضم 2400 عائلة مهجرة من مختلف المناطق بمعدل 14 ألف مواطن ما استدعى منظمة "قرى الأطفال" لتقوم بدورها الإنساني من خلال البرنامج الإغاثي ومشروع استجابة طارئة والهدف الحفاظ على الأطفال وعائلاتهم في حلب.
وأضاف مربية أنه تم إقامة عدة مشاريع لإنقاذ الأهالي وتمثلت بالمشروع الأول مطبخ جبرين بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر السوري بحيث تم تقديم وجبات يومية بمقدار 2400 وجبة عائلية لجميع الأسر المتواجدة في منطقة جبرين، أما المشروع الثاني المتمثل بمركز "صديق للطفل" في منطقة جبرين الذي بدأ العمل في 15 /8/2016 بهدف تقديم الدعم النفسي وتأمين الأمكنة للأطفال لتخفيف من تأثير مشاهد العنف والتوتر الذين تعرضوا إليه، مع ممارسة حياتهم بشكل طبيعي وقيامهم بالرسم والتلوين لتفريغ الانفعال عند الطفل علماً أنه تم خدمة 300 طفل، بينما المشروع الثالث ركز على الجانب الطبي ويتم تقديمه على قسمين الأول العناية الصحية من خلال قيام طبيب القرى بزيارة المنازل للاطمئنان على حالات الأطفال وإجراء الفحص الطبي الكامل وتقديم الأدوية للأطفال حيث بلغ عدد الأطفال الذين تمت مساعدتهم نحو أكثر من 150 طفلاً، أما الحالات الصعبة يتم تحويلها إلى مديرية الصحة في حلب لتلقي العلاج بمساعدة الجهات الحكومية على الرغم من خطورة الطريق.
وتابع محدثنا بأن القسم الثاني من البرنامج هو التوعية الصحية للأمهات لاسيما المرضعات وتم تخديم 800 أم موجودة في جبرين، كما سيتم توزيع سلل صحية وغذائية بمعدل 2500 سلة في الشهر إضافة إلى سلل أطفال وتشمل الحليب وغيره، في الوقت الذي يتم توزيع سلل الفواكه أسبوعيا علماً أنه يوجد تحديات تواجه تأمين الخضار واللحوم نظراً لصعوبة الطريق وخطورته كما أن الإقامة صعبة على فريق المنظمة.
وأشار مربية إلى أن المشروع التعليمي "التنمية المستدامة" يعتبر من أهم المشاريع التي يتم افتتاحها في المنطقة كون أطفال العائلات المهجرة أصبحوا خارج المدارس وانقطعوا عن التعليم وتم التواصل مع مديرية التربية في حلب وقدمت جميع الدعم لافتتاح مدرسة مؤقتة تابعة للجمعية في منطقة صالات جبرين الصناعية بدعم وتنسيق مع وزارة التربية السورية وسيتم تقديم الخدمات التعليمية ابتداءً من بداية العام الدراسي لـ600 طفل موجود في جبرين إضافة إلى أنه يتم العمل على افتتاح مدرسة sos في مدينة حلب لمساعدة 600 طفل آخر، وسيتم تعويض نقص التعليم من خلال تدريس منهاج / ب/ الذي أنجزته وزارة التربية.
أمراض جلدية ومعوية
ولفت خالد الصفدي، مستشار الجمعية إلى أن البرنامج الإغاثي يتضمن ثلاثة مراحل وحالياً تم البدء في المرحلة الثالثة علماً أن المرحلة الأولى شملت توزيع سلل غذائية ومعاطف وحرامات، أما
المرحلة الثانية بإنشاء مركز "صديق الطفل"، والثالثة تم إقامة مشروع في طرطوس وآخر في حلب، علماً أن المشاريع التابعة للجمعية الوطنية تستقبل الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية والأيتام ويتم إعطائهم تربية طويلة الأمد بينما المشاريع الإغاثية تم إنشائها خلال الأزمة لتربية الأطفال وتقديم الرعاية المؤقتة لحين وجود الأهل.
وأكد الصفدي لـ"سبوتنيك"، أنه يتم العمل في محافظات دمشق وريفها والمنطقة الساحلية، وحلب وريفها، علماً أنه تم الدخول إلى مضايا والتل عدة مرات وتم اكتشاف حالات صحية صعبة وانتشار الأمراض الجلدية والمعوية ويوجد فريق طبي يدخل إلى هذه المناطق ويتم إخراج المرضى بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر والجهات المعنية لمعالجتها في المشافي.
الأطفال في سوريا يمارسون الرياضة رغم الحرب
يظهر الفيديو نشاط حركي يؤديه مجموعة من الأطفال المهجرين ضمن مركز صديق الطفل الخاص بقرى الأطفال بهدف تقديم الدعم النفسي وتخفيف من تأثير مشاهد العنف والتوتر الذين تعرضوا إليه، مع ممارسة حياتهم بشكل طبيعي وقيامهم بالنشاط الحركي والرسم والتلوين لتفريغ الانفعال.