الكرملين: الأمل باستئناف الهدنة في سوريا ضعيف جدا

أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الأمل باستئناف الهدنة في سوريا ضعيف جداً، وأن الوضع هناك متوتر للغاية

ورداً على سؤال يتعلق بشروط الهدنة في سوريا، قال بيسكوف: "الشروط بسيطة للغاية: يجب وقف إطلاق النار، ويتوجب على الإرهابيين وقف الهجمات ضد القوات المسلحة السورية. وطبعاً  لا مانع بألا يقوم زملاؤنا الأميركيون، بقصف السوريين، بالصدفة".

ورداً على سؤال آخر إن كان هناك أمل لاستئناف الهدنة في سوريا، قال بيسكوف:  "مازال الأمل ضعيفا جداً. بناء على المعلومات التي وردت، مساء أمس، عندما بدأت جماعات "جبهة النصرة"، والتي في الواقع، تعمل هذا الأسبوع بنشاط، من أجل تجديد ترسانة الذخيرة، ولإعادة تجميع صفوفها — بشكل عام، على هذه الخلفية، وبطبيعة الحال، أكرر، نحن نشعر بالقلق البالغ".

وأعلن بيسكوف، أن واشنطن ما زالت ترفض الإعلان عن الاتفاق مع روسيا حول سوريا، لذلك فإن موسكو لن تفصح عنه.

وقال بيسكوف تعليقاً على تصريحات واشنطن، بأنها تنتظر إخطاراً من جانب موسكو: "لا أستطيع الرد على هذا. هناك وضع للاتفاق، والذي، وكما تعلمون، أن شركاءنا الأميركيين لا يريدون، ولا بأي شكل من الأشكال الإعلان عنه. ولكني أستطيع أن أقول، إن هناك فترة محددة، خلالها يتوجب على زملائنا الأميركيين فصل الإرهابيين عن المعارضة المعتدلة. ونحن نعلن أن زملاءنا الأميركيين، لم ينفذوا ذلك".

وأضاف بيسكوف، أنه "نظراً لعدم موافقة زملائنا الأميركيين على نشر هذا الاتفاق، باعتقادي، لن أكون الشخص الذي يبدأ بإعلان هذا الاتفاق".

وأعلن  بيسكوف، أن الاتهامات ضد روسيا بقصف قوافل المساعدات الإنسانية في سوريا، هي اتهامات عارية عن الصحة.

وقال بيسكوف: "لا أرى أنه من المناسب حالياً، تقديم أي استنتاجات عارية عن الصحة. في اللحظة الراهنة، جيشنا يحقق في المعلومات حول هذا القصف، وآمل أن يحصلوا على معلومات محددة من المصادر الأولى، وأن يتمكنوا من تقديم التقارير المناسبة".

هذا وأعلن المكتب الصحفي لمنظمة الأمم المتحدة، أن المنظمة أرسلت مساعدات إنسانية إلى قريتين واقعتين في محافظات حلب وحمص، ومخصصة لأكثر من 160 ألف شخص. وتعرضت قافلة المساعدات الإنسانية لإطلاق نار. وقصفت 18 شاحنة من أصل 31 شاحنة ضمن القافلة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة. ووقع الحادث في منطقة "أوروم الكبرى" شمال غرب مدينة حلب.

هذا وتقوم السلطات السورية، جنباً إلى جنب مع روسيا، بتنفيذ عمليات إنسانية في حلب، تم خلالها فتح ممرات إنسانية عدة، لفسح مجال المغادرة أمام جميع المواطنين الراغبين بترك الأحياء الشرقية لمدينة حلب السورية. وذلك بعد أن وعد الرئيس السوري بشار الأسد، بالعفو عن المسلحين السوريين في حلب، من الذين سيتخذون في غضون ثلاثة أشهر، قراراً بإلقاء أسلحتهم والعودة إلى الحياة المدنية. فيما قام الإرهابيون، بمنع المواطنين من المغادرة إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية السورية، بعد تهديدهم بقوة السلاح.

ودعا وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، جميع المنظمات الدولية للمشاركة في العملية الإنسانية التي يقوم بها الجانبان الروسي والسوري في حلب السورية وضواحيها، معربا عن أمل موسكو بالحصول من واشنطن على معطيات وبيانات، تتعلق بالمعارضة المعتدلة في سوريا، ودعا السلطات السورية لضمان العفو عن المسلحين الذين سيلقون أسلحتهم، من الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء.

ويخوض الجيش السوري قتالاً مريراً ضد العديد من المجموعات المسلحة المتطرفة ذات الولاءات المختلفة، أبرزها تنظيم" داعش" و"جبهة النصرة" [تنظيمان إرهابيان محظوران في روسيا وفي عدد من الدول]، فيما يأتي في سياق أعمال عنف واضطرابات داخلية تعانيها الجمهورية العربية السورية، منذ منتصف آذار/مارس 2011.

وأسفر القتال حتى الآن، وفقاً للإحصائيات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة، عن سقوط أكثر من 280 ألف قتيل، فضلاً عن نزوح الملايين داخل سوريا وخارجها، تلافياً لتداعيات القتال، وهرباً من ويلات القصف والمعارك التي تجتاح أكثرية المدن السورية.