عمان — سبوتنيك.
وذكر ماجد حتر شقيق الكاتب الراحل في تصريح مقتضب لوكالة "سبوتنيك": "نحمل كافة أعضاء الحكومة الأردنية ووزير الداخلية مسؤولية دماء ناهض حتر، وعقدنا اجتماعا عائليا وقررنا رفض استلام الجثة إلا بعد محاكمة القاتل".
وأطلق مسلح النار على حتر أمام قصر العدل وسط العاصمة الأردنية عمان، بعد نحو أسبوعين على إطلاق سراحه بكفالة مالية أثر نشره رسما كاريكاتوريا على فيسبوك في آب/أغسطس الماضي، اعتبرت السلطات وجهات محافظة أنه "يمس الذات الإلهية".
وألقت الشرطة القبض على الشخص الذي أطلق النار.
وذكرت وسائل إعلام أردنية نقلا عن مصادر أمنية أن مطلق النار مواطن أردني يبلغ من العمر 50 عاما، واسمه رياض إسماعيل عبد الله وكان قد غادر الأردن ثم عاد إليه مؤخراً.
وأفاد شهود عيان كانوا متواجدين في مكان الحادث بأن القاتل رجل ملتحٍ يرتدي "دشداشة".
وأستنكرت الحكومة الأردنية حادث الاغتيال وقال محمد المومني وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة إن "قاتل حتر سينال القصاص العادل"، مؤكداً أن الدولة ستتعامل مع مرتكبي هذه الجريمة بكل حزم.
ورجح مصدر أمني لوكالة "سبوتنيك" أن يصدر تعميم من النائب العام يحظر النشر في هذه القضية لحين اكتمال التحقيقات منعا لاتساع نطاق القضية و"أخذها أبعاداً دينية وقومية والاكتفاء بالبيانات الرسمية الصادرة من الجهات الرسمية".
كما أستنكر حزب العمل الإسلامي الذي يمثل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن الحادث مؤكداً رفضه لتجاوز القانون وأخذ دور مؤسسات القضائية والأمنية الوطنية.
وقال في بيان: "نستنكر مبدأ العقاب بصورة فردية ونحذر من أن يكون هذا الحادث بداية لفتنة طائفية ونسأل الله أن يحفظ بلدنا من كل مكروه".
ونشر نشطاء مقاطع فيديو لحادث اغتيال الكاتب ناهض حتر.
وكان رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي قد أوعز في 13 آب /أغسطس، إلى وزير الداخلية سلامة حماد بالتحقق بما نسب إلى أحد الكتاب (ناهض حتر) "حول نشره مادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تمس الذات الإلهية".
واعتبرت عائلة حتر أن هذه الإجراءات ساهمت في تضخيم القضية وإكسابها أبعاداً دينية.
بينما أصدرت دائرة الإفتاء العام بيانا، أستنكرت خلاله التطاول على الذات الإلهية والدين الإسلامي والرموز الدينية.
وأضاف البيان أن "ما نشر من استهزاء بالذات الإلهية من قبل البعض يؤجج الكراهية وينشر الفتنة في البلاد، الأمر الذي يجب الوقوف ضده بكل حزم وإصرار، ويتحمل المسلمون جميعا مسؤولية الدفاع عن الذات الإلهية".
وثمن البيان ما قامت به الأجهزة الحكومية والأمنية من "إجراءات لمحاسبة من أساء للذات الإلهية والرموز الدينية".
وأعتبر الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن معاذ عبد المجيد الخوالدة، أن نشر هذه الرسوم يعتبر استفزازا لكل أردني، وفتحا لباب الفتنة. ودعا السلطات إلى اتخاذ أقصى العقوبات بحق كل من يتطاول على معتقداتنا وديننا.
وكانت الحكومة الأردنية قد منعت النشر في القضية، في محاولة منها لاحتواء الجدل الذي أثارته هذه القضية شعبياً بعد حبس الكاتب المعروف على ذمة التحقيق، حيث لوح مدعي عام عمان القاضي عبد الله أبو الغنم في وقت سابق، بملاحقة كل من يقوم بخرق قرار حظر النشر سواء عبر المواقع الإلكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة أخرى، وذلك لإستكمال إجراءات التحقيق وحفاظاً على سريته.
من جهته، نفي ناهض حتر، الإساءة للذات الإلهية قائلاً إن الكاريكاتير يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الإلهية، بل هو ينزه الإله عما يروجوه الإرهابيون.
وقال حتر، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في وقت سابق، "شاركت منشورا يتضمن كاريكاتيرا بعنوان "رب الدوعش" وهو يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد بل هو تنزيه لمفهوم الألوهية عما يروجوه الإرهابيون".
وأضاف ناهض "الذين غضبوا من هذا الرسم نوعان: أناس طيبون لم يفهموا المقصود بأنه سخرية من الإرهابيين وتنزيه للذات الإلهية عما يتخيل العقل الإرهابي وهؤلاء موضع احترامي وتقديري ، وإخوان داعشيون يحملون الخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذات الإلهية وهؤلاء استغلوا الرسم لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون".
وناهض حتر هو كاتب وصحفي يساري أردني من مواليد عام 1960، وينحدر من مدينة الفحيص ذات الأغلبية المسيحية. تخرج من الجامعة الأردنية قسم علم الاجتماع والفلسفة ويحمل درجة الماجستير في الفكر السلفي المعاصر، وله عدة إسهامات فكرية في نقد الإسلام السياسي، كما تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة عام 1998
