إقفال المطاعم والمحال التجارية
"مدير عام شركة "كرمنا المؤسسة الوحيدة التي لا زالت صامدة ولم تقفل في وسط بيروت، علي عبد الواحد قال لـ"سبوتنيك":
"كل المحلات التجارية والمطاعم أقفلت، لا وجود الآن لوسط بيروت… فقط هناك فرعين لمطعمين ومحلين تجاريين لأن مالكهم سعودي، السبب الأول يعود إلى الأزمة السورية، الوسط تدمر نهائياً، لأن اتكاله كان على الله وعلى السياح العرب والخليجيين والأجانب، والسبب الثاني الدولة أقفلت المنطقة وكثفت الإجراءات الأمنية بسبب التظاهرات ضد النفايات وضد الحكومة".
وأضاف: "الخسائر فادحة لا تعد ولا تحصى لأنه لا يوجد أي إيرادات، الوضع تعيس منذ سنتين نحن في أزمة اقتصادية لا يوجد سياح، لبنان بحاجة إلى الأمن والاستقرار، نحن دمرنا بلدنا…نحن في كوما ولكن نؤمن أن لبنان لا يموت وسيرجع مثل قبل".
زوار
تخلو منطقة وسط بيروت من السياح والزوار باستثناء العاملين في مجلس النواب اللبناني أو في المكاتب المجاورة، هذا ويأسف المواطن محمد السيد للواقع الذي وصلت إليه منطقة وسط بيروت، إذ يقول "إن هذه المنطقة كانت تعج بالسياح الأوروبيين والعرب لا سيما الخليجيين قبل أكثر من عشر سنوات، أما الآن فهي تبدو كمدينة أشباح ومقفلة من كافة الجوانب وكأن هناك من يريد الاستيلاء عليها". كما يلفت محمد إلى أن منطقة وسط بيروت أصبحت هكذا بسبب الانقسامات الطويلة الأمد بين السياسيين وهي التي تؤدي إلى تردي الوضع الإلاقتصادي بشكل كبير، وبالتالي يضطر أغلب أصحاب المحال التجارية إلى إقفال متاجرهم نظرا لارتفاع ثمن أجرة المحال في وسط بيروت، كل ما يتمناه محمد، اليوم، أن تعود الحال إلى ما كانت عليه قبل أكثر من عشر سنوات، وأن يعود وسط بيروت منارة العاصمة اللبنانية ومقصد السياح العرب والأوروبيين لأن في هذا منفعة للشباب اللبناني العاطل عن العمل ومنفعة للبنان كبلد من المفترض أنه منارة الشرق.
الأسباب والعوامل
أسباب شلل وسط بيروت عديدة كما يقول مستشار وزير الاقتصاد الدكتور جاسم عجاقة لـ"سبوتنيك"، "أبرزها تدهور الوضع الاقتصادي والسياسي والتظاهرات التي تحدث كل يوم وآخر، وعدم إنجاز الاستحقاق الرئاسي، والشلل الحاصل في مجلسي الوزراء والنواب، إضافة إلى التحركات الشعبية والحزبية، كلها عوامل تدفع إلى الشلل".
وأشار عجاقة إلى أن الوضع الصعب الذي يعيشه وسط بيروت ينعكس سلباً على الوضع الاقتصادي في البلد، اليوم المحال التجارية في وسط بيروت ميتة لا يوجد حركة شرائية ولا يوجد محلات مفتوحة.
وأضاف: "حوالي ألف مؤسسة أقفلت أبوابها في بيروت، معظم المحال المقفلة هم مؤسسات خدماتية، القسم الكبير منه له علاقة بالقطاع السياحي، الاستهلاك المالي للمؤسسات كبير، بالمقابل لا يوجد مدخول، هذا الأمر يترجم بكل بساطة بقرار الإقفال، القطاع السياحي سيء جداً، معظم السياح القادمين إلى لبنان معظمهم لبنانيين مغتربين، وهناك فرق بين السياح الأجانب والسياح اللبنانيين القادمين من الاغتراب لأن السائح الخليجي أو غيره نسبة الإنفاق له كبيرة جداً مقارنة باللبناني المغترب".
وشدد عجاقة على أن القطاع السياحي يتراجع، ولكن هذا نتيجة طبيعية نظراً للوضع السياسي في لبنان، التراجع السياحي ردة فعل طبيعية لتراجع الوضع الأمني والسياسي، ولكن غير الطبيعي هو تراجع الوضع الاقتصادي عامة، وهذا الأمر ناتج عن فشلنا كلبنانيين بإدارة الماكينة الاقتصادية للبنان.
وضع وسط بيروت التجاري يزداد صعوبة أيضا في ظل الاعتصامات المتكررة التي تقام أمام السراي الحكومي في المنطقة، لا سيما أهالي العسكريين المختطفين من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي والمتواصل منذ أكثر من عامين. والجدير ذكره أن السلطات اللبنانية كانت قد أقفلت، في تموز/ يوليو من العام الماضي، المكب الرئيسي للقمامة في بيروت، بدون توفير البديل، الأمر الذي أدى إلى خروج احتجاجات شعبية كبيرة في وسط بيروت.
