وذكرت المصادر الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي افتتح المدينة التي وصلت تكلفتها إلى مليون شيقل في النقب داخل إسرائيل، مؤكدةً أن أي جندي إسرائيلي يلتحق في الخدمة العسكرية بالجيش بالقوات البرية سيخضع للتدريب في هذه الأنفاق.
المحلل السياسي الفلسطيني حمزة أبو شنب، قال إن الجيش الإسرائيلي ومنذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة صيف عام 2014 وهو يحاول استخلاص العبر مما تعرض له من ضربات أمام المقاومة الفلسطينية، لذلك يلجأ إلى تطوير قدراته.
ونوّه إلى أن هذه المناورات تحمل كذلك رسائل للجبهة الداخلية الإسرائيلية، مفادها أن الجيش يطور من قدراته بصورة مستمرة ومتواصلة، من أجل وضع الجمهور الإسرائيلي في آخر التطورات الحاصلة في الجيش، من أجل طمأنته.
وأوضح أن "المقاومة الفلسطينية من جهتها تطور كذلك قدراتها بناء على المعطيات التي تتعرض لها، فهي كذلك استخلصت العبر، وهذا ما تم ملاحظته خلال الحروب الثلاث السابقة على قطاع غزة".
وأكد أبو شنب أن "المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لا تستطيع الضغط على إسرائيل، كون الأخيرة لها اليد العليا على المجتمع الدولي، وهناك دول تدعمها كالولايات المتحدة الأمريكية"، لافتاً إلى أن هناك العديد من القضايا التي لم يحرك المجتمع الدولي لها ساكناً مثل القضايا الانسانية كحصار قطاع غزة، والاستيطان الإسرائيلي.
واستبعد أبو شنب، أن تكون هناك مواجهة بين قطاع غزة وإسرائيل خلال المرحلة القريبة المقبلة، في ظل المعطيات الراهنة، مضيفاً، "الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى كسب مزيد من الوقت في هذا الإطار، فثمن أي مواجهة قادمة سيكون عاليا جداً سواء على صعيد اسرائيل أو المقاومة الفلسطينية".
يشار إلى أن إسرائيل شنت ثلاث حروب على قطاع غزة أعوام 2008 و2012 و2014، راح ضحيتها آلاف الفلسطينيين، إضافة إلى تدمير البنية التحتية للقطاع بشكل كبير، وتدهور الحالة الإنسانية لسكان غزة.
من جانبه قال المختص في الشؤون الإسرائيلية فادي حسونة، إن "ما يروج له الاعلام الاسرائيلي عن التدريبات العسكرية لمحاكاة قتل تحت الأرض داخل الأنفاق، يتناقض مع ما تتباهى به إسرائيل من بناء جدار اسمنتي على امتداد حدود قطاع غزة مجهز بأجهزة استشعار متطورة لكشف الأنفاق".
وأوضح حسونة في حديث لـ"سبوتنيك"، أن "المناورات الأخيرة للجيش الإسرائيلي تعني أن مشكلة أنفاق قطاع غزة لا زالت قائمة، ولم يستطع الجيش الإسرائيلي الوصول إلى حل نهائي لها".
وأضاف: "الجيش الإسرائيلي يتدرب على حرب الأنفاق، لأنه يدرك أن الأنفاق الفلسطينية تجاوزت بالفعل الحدود الإسرائيلية، وهذا ما كشف عنه موقع "مفزاك" الإسرائيلي في الخامس من أغسطس/ آب الماضي".
وفي ذات السياق، قال المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل، إن "المنشأة التي بناها الجيش تحوي نفقاً تحت الأرض بلا كهرباء وقليل الأوكسجين ويتصاعد من داخله الدخان والغبار، سيكون مكاناً لتدريب الجنود لمحاكاة ظروف المواجهة مع "حماس" بدقة".
وأشار هرئيل إلى أن المنشاة احتوت على تصميم لمنازل متلاصقة وأسلحة متنوعة منها منصات إطلاق صواريخ وقذائف وعبوات مضادة للدبابات، بما يشبه بعض قرى ومناطق قطاع غزة، مضيفاً "تحتوي المنشأة على غرفة سرية يشرف عليها ضابط ومعه بعض الجنود الذين يرتدون ملابس منمرة ويضعون شريطًا أصفر على خوذاتهم، في إشارة إلى مقاتلي حزب الله، وتقام التدريبات برصاص بلا مقذوفات، لعدم إصابة الجنود أو تخريب المنشأة".
وأردف قائلا إن "هذه المنشأة تابعة لوحدة القتال في المناطق المأهولة، والتي أدارت عدة منشآت تدريبية في السابق، وأن فكرتها جاءت كترجمة للعبر التي استخلصتها إسرائيل بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014، وحاولت هذه الوحدة محاكاة الظروف الحقيقية في الحرب، إذ وضعت بين المباني مركبات نقل تحمل رشاشات وقاذفات صواريخ، كتلك التي يملكها حزب الله وحماس".