وأشار إلى أن الوفود العربية واجهت المخططات الإسرائيلية التي تطورت من مجرد المطالبة بجبل الهيكل إلى دفع المستوطنين للقيام باقتحامات متواصلة وفرض تقسيمات زمانية ومكانية بهدف احتلال جزء من الحرم القدسي وإقامة الهيكل المزعوم في ساحة الحرم ، التي تقدر مساحتها بــ 144 دونما، ويعتبرها الفلسطينيون ساحة مقدسة ووقفا إسلاميا خالصا.
وأوضح المتحدث لـ"سبوتنيك" أن الحديث يدور عن الحرم القدسي الذي يسميه الإسرائيليون في أدبياتهم بــ "جبل الهيكل" أو "جبل المعبد" وللأسف هذا المصطلح أدرج ضمن أدبيات الإعلام والمؤرخين والساسة الأجانب في الغرب تحديدا، وما تم تحقيقه من خلال اليونسكو هو إعادة تثبيت الاسم العربي للحرم القدسي باسم "أقصى بلازا" أي ساحة الأقصى ويشتمل ذلك على قبة الصخرة والمسجد القبلي والمسجد المرواني والساحات الواصلة بينهما بالإضافة إلى ساحة البراق.
وعبر الخبير عن قناعته بأن هذا القرار مهم جدا وخطير بالنسبة لمستقبل القدس ويتوجب على العرب والمسلمين متابعة العمل لتثبيته في كل الأدبيات العالمية، كما أن هذا يتطلب مواصلة التنسيق مع الدول التي أيدت القرار، لحماية هذه المنطقة من محاولات التهويد التي لا تكل ولا تمل للحكومة الإسرائيلية عن القيام بها، لترسيخ مقولتهم بأن الهيكل بالنسبة لليهود كالأهرامات بالنسبة لمصر.
لكنه أعرب عن أسفه لأن القرار يجب أن يجتاز القراءة الثانية وهناك إمكانية لإعادة النظر فيه، ما يعني أن القرار مهدد، لأن إسرائيل والدول الداعمة لها تعمل بشكل حثيث لتغيير مضمون القرار بحيث لا يكون جازما في اعتبار الحرم القدسي وقفا إسلاميا كما كان طيلة التاريخ.
ولفت زيتون إلى أن قرارا سابقا مماثلا اتخذته عصبة الأمم في عام 1929 بعد أحداث هبة ساحة البراق عندما اقتتل اليهود والفلسطينيون فيما بينهم، ما أدى آنذاك لتدخل عصبة الأمم التي كانت بديلا للأمم المتحدة لإعادة تثبيت مرجعية الأماكن المقدسة للمسلمين دون سواهم، وطالب اليهود بالكف عن المطالبة به باعتباره "حائط مبكى".
كما عبر زيتون عن خشيته من أطراف لا تريد لهذا الأمر أن يمر وأن تلعب لعبتها المعتادة من خلال الضغوط تارة والإغراءات والتسويات تارة أخرى في الكواليس لإفراغ القرار من مضمونه وللإبقاء على هامش من المناورة لكي تعاود إسرائيل لمزاعمها مجددا.