وقهر المسيحيون المقاتلون في وحدات سهل نينوى، حديثا ً، وجود تنظيم "داعش" من قرى المكون الذي خير أبنائه في منتصف 2014 ما بين دفع الجزية، أو اعتناق الإسلام، أو مغادرة الأرض بثياب على الجسد فقط، أو الموت ذبحاً على يد التنظيم.
وتحدث المقاتل والإعلامي، ناهير ملفونو (26 عاماً)، لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، عن معارك تحرير قرى المكون المسيحي في سهل نينوى، من سيطرة تنظيم "داعش" قائلاً:
"حررنا القرى التي يسكنها غالبية من المكون المسيحي في سهل نينوى، من الإرهاب، وأبرزها كرمليس وبرطلة، وباطنايا وتلكيف، وبغديدا، وبعشيقة، وبينها شاركت معنا قوات جهاز مكافحة الإرهاب، والبيشمركة، وفي تحرير قرية بدنه كنا بصدور عارية نحن فقط في مواجهة "داعش" الإرهابي".
وأضاف ملفونو: شهدنا فرار عناصر تنظيم "داعش" من المعارك في القرى، نحو الموصل معقلهم الأكبر والأخير في شمال العراق، مشيرا ً إلى إسناد تلقته وحدات حماية سهل نينوى من الطيران الكندي المنضوي مع التحالف الدولي ضد الإرهاب.
ولفت إلى اعتماد تنظيم "داعش" على الانتحاريين وعناصره القناصين والعبوات الناسفة والتنقل عبر الأنفاق، في محاولات خسارة أمام تقدم القوات بدعم من الطيران العراقي والتحالف.
يشير ملفونو، إلى تلقي المقاتلين وحدات سهل نينوى، تدريبات عسكرية في وقت سابق، على يد مستشارين أمريكيين من التحالف الدولي لشهر واحد، وضباط عراقيين.
وكشف ملفونو، عن تلقي وحدات سهل نينوى، وعوداً بالتسليح من التحالف الدولي، بعد تمكن المقاتلين من تحرير قرية بدنه بالكامل من قبضة "داعش" والقتال ضده في تللسقف، لكن لم نحصل على شيء من هذه الوعود، متابعا ً "الحكومة الاتحادية زودتنا ببعض الأسلحة، والجيش ساندنا بالسيارات للتنقل".
وما بعد تحرير الأرض من "داعش"، نوه ملفونو، إلى مطالب بإقامة محافظة خاصة بسهل نينوى ملفها الأمني يكون بيد الوحدات حسب وعود من الحكومة العراقية.
وأطلعنا ملفونو، على الدمار الذي ألحقه تنظيم "داعش" بقرى سهل نينوى من تفجير المنازل ونهبها وإحراقها حتى النخلات بكل وحشيته مثلما فعل ذلك في باقي مناطق ومدن العراق التي وقعت تحت سيطرته في وقت سابق وحررت منه على يد القوات المتقدمة بشكل منتصر بعمليات "قادمون يا نينوى" ومركزها الموصل لاستعادتها.
وزودنا بصور بمعاقل "داعش" الشبيه بجحور الجرذان داخل المنازل، والحيطان المثقوبة للهرب عبرها من ضربات الطيران العراقي والدولي، وصورة لحفارة كبيرة استخدمها التنظيم في صنع جحوره تحت الأرض وربما للتنقيب عن النفط.
وتقول اللعنة التي تجاهل تنظيم "داعش" وجودها عند تدميره لمدينة "النمرود"، عاصمة الإمبراطورية الآشورية الأخيرة (بداية الألفية الأولى قبل الميلاد)، في وقت سابق من سيطرته على نينوى ومركزها الموصل: "الويل لمن يلمس أجسادنا.. الويل لمن يسرق حُلانا.. يموت مريضاً ولا يذهب إلى الجنة"،
ظهرت اللعنة منقوشة باللغة الآشورية، على أحد أواني مدينة النمرود "كالح"، التي أسسها الملك الآشوري آشور ناصربال الثاني (ملك آشور بين عامي 883 و859 ق.م)، على مسافة 37 كلم جنوب شرقي مدينة الموصل، التي تحتضن حدودها الآن العاصمتين الآشوريتين الأخريين، نينوى وخربساد (دور- شركين)، شمال العراق.
وأنزل مقاتلو وحدات سهل نينوى، هذه اللعنة على تنظيم "داعش" عند اقتلاعه من قرى المكون ومناطقهم ودورهم المغتصبة وممتلكاتهم التي صادرها الدواعش غنائم لهم قاموا ببيعها ما بين الأراضي العراقية والسورية بأسعار بخسة.