وحملت التهديدات التي نشرها المجهولون قرب مدارس للبنات وكليات في محافظة ميسان في جنوب العراق، صورا لطالبات وموظفات بالحجاب، تم تصويرهن دون علمهن- وتشويش على وجوههنَّ مع عبارات مشينة بحقهن عن ثيابهن رغم حشمتها وحجابهن.
وطالب المجهولون في تهديداتهم هذه التي بثتها صفحة "البصرة" على موقع التواصل الاجتماعي، حديثا، وأطلعت مراسلة "سبوتنيك" عليها، الفتيات والنساء بارتداء العباءة الإسلامية لا غير، وتجنب لبس "الصاية أي الجلباب النسائي المعروف بالزي الخليجي في العراق"، والثوب المدرسي والقميص والتنورة والبنطلون.
والتهديدات شملت كل الفتيات والنساء في كل مكان — المدرسة — الدائرة — السوق والشارع، تحت ذريعة أن الثياب المذكورة أعلاه، حرام تفضح مفاتن المرأة لاسيما "منطقة الصدر".
ويرى المهددون أن انطلاقهم لمحاسبة الفتيات والنساء، من الحس الوطني مع عبارات مذهبية، وبها يدعون الحفاظ على الشباب من الانجراف وراء النساء اللواتي لا يلبسن العباءة الإسلامية.
وحملت التهديدات وعيداً بتصوير الفتيات المحجبات، والتلاعب بملامحهن ببرامج "فوتوشوب" وتركيبها على صور خلاعية لأجساد عارية ونسبها إليهن وبثها في كل المناطق والشوارع عقابا لهن.
وتحدث مؤسس صفحة "البصرة"، تعقيبا على هذه المنشورات التي وصفها بالمشابه لنهج وأفكار تنظيم "داعش" الإرهابي الذي فرض النقاب والخمار على النساء في المناطق التي استولى عليها في شمال وغرب العراق، قائلاً:
"إن المتابع للوضع في العراق عموماً وخصوصاً في العقد الأخير، يلاحظ انتشار الأفكار المتطرفة الإقصائية — بعيداً عن سلطة القانون بسبب ضعف السلطات المكلفة بتطبيق الأخير، وما زاد من سوء الوضع انتشار السلاح والجماعات الراديكالية المتطرفة، التي أضعفت الأجهزة الأمنية الرسمية وتغلغلت فيها ونشرت مهابتها في الشارع العراقي، وفي الجنوب تحديدا باستخدام أسلوب التخويف وإقصاء المعارضين بطرق تصل إلى القتل في أغلب الأحيان، حتى بات المواطن العراقي يرى أن سلطة هذه الجماعات المسلحة أقوى من الدولة".
ويرى المؤسس، أن الحل للقضاء على هكذا تهديدات وتدخلات في حرية وحياة المواطن، بفرض سلطة القانون المدني وتطبيق الديمقراطية وإجراء تعديلات دستورية تلغي المواد التي تنص على تطبيق مبادئ الدين الإسلامي، وتمنع من تشريع مواد تعارضها.
ويدعو المؤسس الذي تحفظ في الكشف عن اسمه، إلى جعل الدستور ضامن للحريات العامة للمواطنين من دون تفرقة ومن دون فرض أراء دينية على أحد وحماية الآراء الفكرية والعقائدية والممارسات العامة — مازالت لا تضر بالأمن العام.
ويظهر المنشور الورقي أخطاء إملائية كثيرة، من قبل كاتبي التهديد الذي يفضح تناقضهم في مطالبة الفتيات بالحشمة حفاظا على أخلاق الشباب، من جهة، ومعرفتهم بتفاصيل الخلاعية واستخدامها من قبلهم لمعاقبة الفتيات ليمهدوا لتنفيذ جرائم قتلهن "بدافع الشرف" عن انتشار صور ملامحهن في المجتمع المحافظ، من جهة أخرى.