في مقابلة مع "سبوتنيك" قال رسول إن "عمليات النزوح ازدادت بصورة كبيرة بسبب المعارك الدائرة في المدينة القديمة، بعد أن قام التنظيم الإرهابي باستهداف المواطنين بالعبوات الناسفة واستخدامهم كدروع بشرية وبالنيران المباشرة، لذا لجأ المواطنون للقطاعات المشتركة العراقية، الجيش والشرطة الاتحادية والرد السريع والفرقة المدرعة التاسعة، وهذا الوضع هو مهمة كبيرة تقع على عاتق القوات المشتركة ومعادلة صعبة، أن تقاتل في مناطق مبنية مكتظة بالسكان ومتلاصقة، لا يمكن التقدم فيها بالأسلحة الثقيلة والعجلات المدرعة، لذا تعتمد العمليات على المشاة والعناصر التي تقاتل في حروب الشوارع والمناطق المبنية".
وأضاف أن العبء الأكبر في عمليات النزوح، يقع على عاتق القوات المشتركة التي تتولى فتح الممرات الآمنة وبدء عمليات إخلاء المواطنين مع خطوط الصد مع العدو.
وأوضح أنه "قبل عملية النقل يتم تحييد المدنيين عن عناصر التنظيم الإرهابي باستخدام الأسلحة الذكية، الأسلحة الخفيفة والمتوسطة لاستهداف عناصر التنظيم، وقد شاهدت بنفسي قيام أحد عناصر التنظيم الإرهابي وقد قام بإخراج النساء والأطفال ووقف بينهم، وعندما تقدمت القطاعات صرخ "في حال تقدمكم…سأفجر نفسي"، وهنا وقفت القطاعات وبدأت عملية مراقبة مستمرة إلى أن حيد هذا العنصر الإرهابي بضربة قناص، وبعدها حررت المواطنين وهذا قد يسرق ساعات".
وتابع أن "الوضع الحالي بالنسبة للنازحين يحتاج إلى جهود كبيرة من جانب الأجهزة الحكومية، والمنظمات الإنسانية والدولية، ونحتاج إلى جهد كبير من جانب الأمم المتحدة، وقد هيأنا مخيمات لاستقبال 250 ألف نازح قبل المعارك ولكن الأعداد أكبر من ذلك، وهو ما يحتاج لتضافر كل الجهود لغرض استقبال النازحين ونقلهم وتوفير كل ما يحتاجونه من متطلبات الدعم الطبي والإنساني، وهذه المهمة صعبة جداً ويجب على الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية أن تسارع لإنقاذ هذا الوضع".
وأشاد رسول بتعاون فئات الشعب العراقي "وبالأخص الجنوبية والوسطى في دعم النازحين، كما قامت المرجعيات الدينية بدور كبير بإرسال العجلات والكوادر ومواد إغاثة وكل ما يحتاج له المواطن وحتى مستلزمات الأطفال وأغذيتهم لنجدة إخوتهم في الموصل، والشعب العراقي قادر على تحدي الصعاب، فلدينا خيرات كثيرة ولدينا أبطال وأبناء شعب على قلب رجل واحد".
ونفى رسول أي تقصير أو سوء تخطيط من الإدارة العراقية في التعامل مع أزمة النازحين، معتبراً أن "هناك دول عالم كبيرة لا تستطيع أن تقوم بما قام به العراق، الذي أنفق مبالغ كبيرة من خلال وزارة الهجرة والمهجرين، من نصب للخيام، ومعسكرات إيواء المواطنين، المهمة صعبة، وتحتاج إلى جهد دولي".
وانطلقت معركة تحرير مدينة الموصل العراقية من مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، بمحافظة نينوى شمال البلاد، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وأعلنت القوات المسلحة العراقية تحرير الساحل الأيسر للمدينة بالكامل في كانون الثاني/ يناير الماضي.