ومع منتصف ليل أمس، بدأ تنفيذ المرحلة الثانية من خلال عملية تبادل الأسرى ما بين الجانبين، إذ سلّمت النصرة ثلاثة أسرى لحزب الله كانوا قد ضلّوا طريقهم إثر معارك جرود عرسال الأخيرة ووقعوا بيد "النصرة".
ونقلت سيارات الصليب الأحمر الأسرى الثلاثة من نقطة وادي حميد في جرود عرسال إلى منطقة اللبوة في شرق لبنان، حيث تسلمهم الأمن العام اللبناني.
في المقابل، وافقت السلطات اللبنانية على إطلاق سراح ثلاثة موقوفين سوريين كانت جبهة النصرة قد طالبت بهم، فيما تشير معلومات إلى أن السلطات اللبنانية ستطلق سراح سيدتين كانتا موقوفتين بتهم دعم الجماعات الإرهابية في جرود عرسال.
وأكد مصدر أمني لـ"سبوتنيك" "أن تأخير انطلاق المرحلة الثانية من الاتفاق حصل بسبب تعنت جماعة "النصرة" فيما خص الأسماء التي تود إطلاق سراحهم من السجون اللبنانية، لا سيما وأن أغلب هذه الأسماء هم من المحكومين بتهم إرهاب، وبالتالي لا يمكن للقضاء اللبناني السماح بإطلاق سراحهم".
وبحسب المعلومات الواردة من عرسال، فقد قام أمير النصرة "أبو مالك التلي" بجمع مسلحيه قبيل انطلاق الحافلات التي تقلهم إلى إدلب السورية، مبلغا إياهم موعد الرحيل من جرود لبنان.
وإضافة إلى مسلحي النصرة البالغ عددهم حوالي الألف مسلح وعائلاتهم، سينتقل كذلك سبعة آلاف لاجئ سوري من بلدة عرسال باتجاه الأراضي السورية.
في المقابل، أعلن مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم أن أسرى حزب الله الخمسة لدى جبهة النصرة سيحررون دفعة واحدة وليس على مراحل، وذلك فور دخول حافلات النصرة إلى إدلب.
أما بالنسبة إلى مسلحي "سرايا أهل الشام" المتواجدين في جرود عرسال، فسيغادرون الأراضي اللبنانية تباعا تجاه مناطق القلمون الشرقي، وذلك ضمن اتفاق كان قد أبرم سابقا مع حزب الله والسلطات السورية.
وكان الإعلام الحربي قد أفاد بأن جبهة النصرة تقوم بإحراق مقراتها في مناطق انتشارها في وادي حميد والملاهي ومبنى الأركان الأساسي في مخيم الباطون في جرود عرسال قبيل انسحابها من المنطقة.
وقد رحبت العديد من القوى السياسية اللبنانية بانسحاب المجموعات المسلحة من جرود عرسال، إذ حيا رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط حزب الله على تحرير جرود عرسال.
فيما غرد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على موقع تويتر "عهد الرئيس القوي عهد لبنان القوي، لبنان يهزم الإرهاب التكفيري: النصرة ومن بعدها "داعش" ومن بعدهما خلايا الداخل".
ويبقى أمام الجيش اللبناني التعامل مع مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي الموجودين في مشاريع القاع وجرود رأس بعلبك.
وأفاد مصدر عسكري، لـ"سبوتنيك"، أن الجيش اللبناني مصمم على دحر عناصر التنظيم وإخراجهم من كامل الحدود اللبنانية، مع الأخذ بالحسبان إمكانية التفاوض فيما خص العسكريين المختطفين لدى "داعش"، متوقعا بدء عملية عسكرية واسعة خلال الأيام المقبلة.
