وحول تداعيات العلاقة بين الحزبين الأكبر في تونس، ذكر الكاتب والباحث التونسي، هادي يحمد، في تصريح لـ"سبوتنيك": أن "الوضعية الحالية تؤكد وجود أزمة صامتة بين حركة النهضة ورئاسة الجمهورية، وحزب نداء تونس الحاكم، تم تعميقها مع خطاب السبسي في 13 أغسطس/ آب، وحديثه عن اقتراحات المساواة في الإرث وزواج التونسية بغير المسلم".
وأوضح يحمد، أن التيار الغالب في "النهضة"، رافض لهذه الاقتراحات، وإن لم يصدر أي موقف رسمي، لكن صدرت بعض الآراء، ما يؤكد أن "الخط العام للحركة رافض هذه المقترحات".
وأكد أن جزء من قيادات حركة النهضة، رأت في اقتراحات رئيس الدولة "خروج على التوافق، ولي ذراع سياسية، المراد منها إحراج الحركة"، وهو ما فسر فيما بعد "غياب الغنوشي عن كل المناسبات التي كان فيها حاضرا رئيس الجمهورية، بما فيها صلاة عيد الأضحى".
وقال الباحث التوسي إن هذا كله يؤكد أن العلاقة تذهب نحو التوتر، أو نحو القطيعة، وتصريح رئيس الجمهورية لجريدة "الصحافة" الحكومية، أكد التوجه نحو "الحرب الباردة بين حزب نداء تونس وحركة النهضة".
وأشار إلى أن قيادة حركة "النهضة" حاولت بعد هذا التصريح تلطيف الأجواء، وأعلنت أنها "ستصوت للحكومة الجديدة"، التي تم تشكيلها منذ أيام في البرلمان، وبالتالي اعتبار هذا التصريح وما سبقه "سحابة صيف عابرة".
وأضاف يحمد "واضح أن الخيار أمامهم نحو القطيعة، خاصة ونحن نقترب من انتخابات رئاسية ويليها بعدها بسنتين انتخابات تشريعية".
وحول تطور الأمر إلى "شبه مواجهة" مع حركة "النهضة"؟، قال يحمد إن "الأمر مستبعد لسبب مهم، وهو أن حركة النهضة واعية للسياق المحلي والإقليمي، وجرها لمشاكل سياسية، وبالتالي مواجهة أخرى أمنية، أمر غير مطروح".
وأكد يحمد أن أساسيات حركة "النهضة" في الفترة المقبلة ستمضي نحو "مزيد من التنازلات، ومن التهدئة السياسية"، وذلك سيفقدها الكثير من قواعدها الراديكالية، غير الراضية أصلا عن الخط الرسمي للحركة حاليا.
وأشار إلى أن هذا سيؤدي "خسران حركة النهضة المزيد من تعاطف أنصارها من حولها".
وحول تطرف عدد من شباب "الإخوان" وتكوينهم لتنظيم إرهابي مثلما حدث في مصر، قال يحمد: إن "المواجهة والدخول في عملية اغتيالات أو ما شابه ذلك أمر مستبعد، فالذي نمضي له هو المزيد من إخضاع حركة النهضة للواقع الموجود في تونس".
وأوضح أن هناك سيناريوهين محتملين:
الأول، هو مزيد من ضعف "النهضة"، ومزيد من الانقسامات تتحقق، فالنهضة من وقت عودتها للبلاد، بعد الثورة وممارستها للعمل السياسي، هناك على الأقل "حزبين خرجا منها، وما سيحدث هو خروج بعض القيادات وتكوين أحزاب جديدة ومزيد من انهاك وتشظي الحركة".
وأضاف:
"أما، السيناريو الآخر، هو خضوع الحركة الإسلامية الممثلة للإخوان لمنطق السلطة وتنازلاتها المتكررة، ومن المرجح أنه دفع الكثير من التفكير في وسائل أخرى غير سياسية".
وتابع: "لن تكون تلك الوسائل تحت لافتة النهضة، ولكن سينضم العديد من هذا الشباب المتطرف إلى تنظيمات وجماعات موجودة في الجبال، أو محاولة تكوين عصابات مسلحة من أجل توتير الأوضاع الأمنية والسياسية هذا أيضا مرجح، لكن مسألة لجوء أنصارها للعنف هو أمر مستبعد في الوقت الحالي أو قد يكون مستحيل".