فقد أكد نوري المالكي، نائب الرئيس العراقي، لسفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى بغداد، دوغلاس ألن سيليمان، أن بلاده لن تسمح بقيام إسرائيل ثانية شمالي العراق.
وبحسب بيان صادر من مكتب المالكي، فإن هذا التصريح جاء خلال اللقاء الذي جمع السيد المالكي بالسفير الأمريكي لدى بغداد، دوغلاس ألن سيليمان، محذرا في الوقت نفسه، المطالبين بالاستفتاء من التداعيات الخطيرة التي سيخلفها هذا الإجراء على أمن وسيادة ووحدة البلاد.
من جهة أخرى جدد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال لقاءاته على هامش فعاليات الأمم المتحدة في نيويورك، التحذير من مخاطر استفتاء كردستان، ودعا المنظمة الدولية إلى الدعم الحازم لوحدة أراضي العراق.
وبالانتقال إلى الموقف التركي فقد أكد وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي اليوم أن تقسيم العراق أو سوريا قد يسفر عنه اندلاع صراع عالمي.
وقال جانيكلي: "التغيير الذي يعني انتهاك وحدة الأراضي العراقية يفرض خطرا كبيرا على تركيا"، معتبرا أن "انتهاك وحدة أراضي سوريا والعراق قد يشعل شرارة صراع عالمي أكبر لا نهاية له".
يقول المستشار الإعلامي لرئاسة إقليم كردستان طارق جوهر لوكالة "سبوتنيك":
"أعتقد أن هذا التصريح جزء من حملة الدعاية الإعلامية للسيد المالكي، كونه يعيش في حالة عزلة مع منافسيه السياسين الشيعة في بغداد، لذلك يحاول تحقيق مكاسب سياسية في هذه الحملة الدعائية المسبقة للانتخابات.
وأضاف جوهر "إن تشكيل إقليم كردستان لا يكون على حساب الآخرين، ونحن ليس لدينا علاقات مع إسرائيل، هناك دول عربية عديدة لديها مثل تلك العلاقات مع إسرائيل، وأيضا نحن لم نطلب من إسرائيل بأن تقوم بدعم تشكيل دولة كردستان، فنحن نعتمد على شعبنا في هذا الموضوع وكذلك على الخيرين في العالم، وسوف نشكر كل جهة تقف إلى جانبنا في تحقيق حقوقنا القومية وتقرير مصيرنا".
وعن السبل والوسائل المتوفرة لدى العراق من أجل منع قيام دولة كردية يقول جوهر "ليس بيد السيد المالكي أي حيلة يمنع فيها تشكيل دولة إقليم كردستان، فإذا ما آن الأوان وتشكلت الدولة الكردية، فأعتقد أن ليس لدى المالكي سوى الاعتراف والتعامل مع الدولة الجديدة، ولكن الوقت سابق لأوانه للحديث عن تشكيل دولة كردستان، كون أن أولى الخطوات باتجاه هذا الهدف المتمثل بالاستقلال، هو الاستفتاء، وهذا الاستفتاء لا يعني تشكيل دولة كردستان، هو فقط من أجل الوقوف على رأي الشعب الكردي في هذا الموضوع. وتشكيل حكومة إقليم كردستان سيكون أمراً واقعا بعد ذلك بخطوات، وسنبقى نحافظ على العلاقات التاريخية بين الكرد والعرب، مع العلم أن الشعب الكردستاني قدم تضحيات كبيرة من أجل الشعب الفلسطيني ووقوفه إلى جانب الكثير من القضايا العربية".
وأضاف جوهر "هناك الكثير من الخلافات والصراعات التاريخية بين أنقرة وطهران وبغداد منذ القدم، لكن هذه الصراعات ينسوها عندما يتعلق الأمر بنية الأكراد في تحقيق حلمهم القومي، فسرعان ما تقوم هذه الدول بتوحيد مواقفها من أجل محاربة طموح الأكراد".
والسيد المالكي يعول على مواقف إيرانية وتركية من أجل منع الاستفتاء في إقليم كردستان، وهناك اتفاقيات بين هذه الدول الإقليمية، المتمثلة بكل من إيران وتركيا والعراق، لمنع قيام الدولة الكردية، وهناك شواهد تاريخية كثيرة على ذلك، ولكن في هذه المرحلة فإن مثل تلك الاتفاقيات سوف لن يكون لها دورا كبيرا في إيقاف مسيرة الاستفتاء وتحقيق الحلم الكردستاني في إقامة دولتهم". أعتقد سيكون هناك تضامنا دوليا معنا، فهناك عصر جديد، أثبت الشعب الكوردي فيه بأنه مظلوم من قبل السياسة الدولية والمجتمع الدولي. والشعب الكردي يريد السلام والتعايش السلمي مع القوميات والأديان الأخرى".
من جانبه يقول النائب في البرلمان العراقي، الدكتور حبيب الطرفي، لوكالة "سبوتنيك":
إن الوسيلة الوحيدة التي بيد الحكومة العراقية اليوم، وهي الأكثر قبولا هي الحوار الهادف والجاد، لمنع مثل هذا الاستفتاء أو ما يترتب عليه، كونه يهدد الأمن الإقليمي والقومي للعراق، وبالتالي كل دول المنطقة ستكون متضررة، لأنه إذا قامت دولة كردستان، فسوف تخلق مشكلة لتركيا ولإيران والسعودية أيضا، كون الأخيرة يعيش فيها عدد كبير من الشيعة، وكذلك هناك الطوارق في المغرب والأقباط في مصر، وبالتالي ستكون هناك فوضى وسايكس بيكو جديدة في المنطقة. لذا نرى هناك رفضا قاطعا من كل العالم على الاستفتاء الكردي، باستثناء إسرائيل، ولهذا أشار السيد المالكي إلى هذه الدولة. كما لا يوجد أي نص في الدستور العراقي يخول جزءا من العراق في تحديد مصير العراق، وحق تقرير المصير يتعلق بالشعوب المحتلة وهي من أدبيات المؤسسات الدولية، ولا تتعلق بالشعوب السيدة، فهناك عدد كبير من المسؤولين في الدولة العراقية من الكورد، بينما لا يوجد أي موظف عربي في إقليم كردستان".
وأضاف الطرفي "هناك حلم يراود الكورد منذ أكثر من مائة سنة، يتمثل بإقامة دولة كردستان، ولكن لايمكن تحقيقه على حساب الآخرين، والكورد يدركون ذلك جيداً، فالعملية الجارية في كردستان لها جانب سياسي، وليس لها علاقة بتحقيق كامل للحلم الكوردي، فهناك جهات كثيرة في كردستان العراق ترفض موضوع الاستفتاء، أو على الأقل تريد تأجيله. فالدول الثلاث المحيطة بكردستان وهي العراق وتركيا وإيران، ترفض الاستفتاء، ولعل التصريحات التي صدرت من الرئيس التركي تعتبر من أقوى التصريحات، عندما هدد بعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي التركي في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، الأمر الثاني، أن إيران تعاملت بلغة لا تقل حدتها عن الموقف التركي، عندما هددت بغلق المعابر بين إيران وكردستان، وإلغاء جميع الاتفاقيات،أما العراق، وهي الدولة المتضررة التي لن تسمح بموضوع الاستفتاء، وبالتالي فإن الكورد وكأنهم ذهبوا إلى نفق مظلم، وكردستان محاطة بمثلث معادي لها، لا تستطيع معه أن تعيش".
وفي هذا الموضوع أيضا تقول النائبة انتصار الجبوري لوكالة "سبوتنيك":
"إن موضوع الاستفتاء في الوقت الحاضر وفي ظل الظروف الحالية المتمثلة في الحرب ضد تنظيم داعش وهناك مناطق كثيرة ما زالت محتلة وكذلك مع وجود مشاكل كثيرة في تطبيق المادة
وأضافت الجبوري "الدستور العراقي يقول إن العراق موحد وفدرالي، والمكون السني اليوم يعتبر الحلقة الأضعف في العراق، فالجمهور السني قد هُجر من مناطقه التي يحتلها تنظيم داعش، كما توجد مناطق مشتركة بين السنة والكورد، وهي التي تسمى المناطق المتنازع عليها، التي لم يحل موضوعها، لذلك فإن المكون السني في موقف لا يحسد عليه".
وأخيرا تقول الجبوري "نحن ندعوا إلى لغة الحوار، هناك حقوق يجب أن تعطى، وأن تحل تفاصيل علاقة الإقليم في المركز، وهي جميعا أمور من الممكن حلها عن طريق الحوار وليس بالانفصال، وسيكون هناك موقف دولي من قضية الاستفتاء إذا ما حصلت".