وأوضح السبع، أن المملكة أرادت تصدير أزمتها في اليمن إلى لبنان، عبر الضغط على الحريري لتقديم استقالته، بعد "فبركة" قصة الاغتيال المزعومة، والتي نفتها الأجهزة الأمنية اللبنانية.
وتابع قائلا "أصبح من الواضح أن هدف السعودية هو إرباك حزب الله سياسيا في لبنان، والسعي لمحاصرته عبر مظاهرات تنطلق في بيروت تطالب بنزع سلاحه، كما حدث في 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكان من نتائجها، خروج الجيش السوري من لبنان".
ومضى بقوله
"استقالة الحريري تحولت لورقة ضغط على السعودية بفعل التماسك اللبناني الشعبي والحكومي، خاصة بعد بيان كتلة المستقبل النيابية وتيار المستقبل قبل يومين، الذي طالب بعودة الحريري للبنان، رافضا كل المشاريع السعودية لتنصيب شقيقه بهاء الحريري بديلا عنه".
واستطرد قائلا "بالطبع لم تكن السعودية تتوقع أن الاستقالة بوجه حزب الله ستتحول لمطالبات دولية بالإفراج عن رئيس حكومة لبنان سعد الحريري، حتى باتت الأسئلة توجه للرياض، لكشف مصبره، مع حديث روسي عن إمكانية طرح الأمر في مجلس الأمن".
وشدد على أن الشيء الأكيد في هذه الأزمة الأن، هو أن المملكة تعرضت لكمين محكم، من قبل بعض الأطراف اللبنانية المناوئة لرئيس الحكومة سعد الحريري، والتي كانت تحرض دوائر القرار في السعودية على هذا الإجراء ضده، بهدف إقصائه من المشهد السياسي، فجاءت النتيجة عكسية، حيث أدى الإجراء السعودي إلى ارتفاع كبير في شعبية الحريري لدى مختلف شرائح الشعب اللبناني.
ورداً على المطالبات اللبنانية بكشف مصير الحريري، نشرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تسجيل فيديو وصوراً للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض، بعد بعودته من زيارة للمدينة المنورة، حيث أظهرت الصور أن من بين المستقبلين للعاهل السعودي عند سلم الطائرة بمطار قاعدة الملك سلمان الجوية، رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، بالإضافة إلى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد.
ولا يزال لبنان يعيش أزمة جديدة سببتها الاستقالة المفاجئة للحريري، فيما دعا الرئيس اللبناني ميشال عون المملكة، أمس السبت، إلى توضيح الأسباب، التي تحول دون عودة الحريري إلى لبنان. وأكدت الرياض أنه لا قيود على تحركات الحريري وأنه قرر الاستقالة لأن "حزب الله" يتحكم في حكومته الائتلافية، بينما اتهم الحزب على لسان أمينه العام، حسن نصرالله، السعودية باحتجاز الحريري ومنعه من العودة.