القيادي في تحالف القوى العراقية النائب ظافر العاني، يقول: "قبل 2003 كان لدينا دولة قوية ولكن تغيب عنها الحريات، تغيب حرية الصحافة، الحرية السياسية، حرية الأحزاب، حرية السفر، والآن ليس لدينا دولة ولكن هناك حريات تحولت إلى فوضى لأن الحرية بدون دولة تحميها تتحول إلى فوضى".
وأضاف: "في كلا الحالتين كان العراقيون يعانون من نقص في إحدى الجوانب". القيادي اعتبر أن "العراقيين مازالوا يدفعون ثمن حماقة احتلال وطنهم من قبل الأميركان".
واعتبر أن "الأميركيين لم يغيروا نظاما سياسيا وإنما هدوا دولة بأكملها ولم يستطيعوا إعادة بنائها، هزوا ركائز التعايش السلمي ولم ينجحوا في تحقيق المصالحة، دخلوا باحتلال غير مشروع وانسحبوا انسحابا غير مسؤول"، واتهم الأمريكان بأنهم "انسحبوا دون أن يشكلوا قوة عسكرية وطنية قادرة على حماية مصلحة العراقيين"، ولفت إلى أن "الأميركيين احتلوا العراق عسكريا لكن المحتل الحقيقي للعراق هو إيران لأن الأميركان انهوا الجيش العراقي وتركوا العراق إلى الميليشيات"، وأبدى العاني، بعض التفاؤل بأن "العراق بدأ الآن يتعافى بعض الشيء لكنه بحاجة إلى وقت طويل حتى يقف على قدميه بمساعدة أشقائه وأصدقائه".
وعما إذا كان الوضع في العراق قبل 2003 أفضل من الآن، قال: "قبل 2003 تم شيطنة نظام صدام حسين دوليا ولم يجد دعما سوى من الشعوب لم تدعمه النظم وانتهت صلاحية نظام صدام بعد احتلال الكويت أما الآن فهناك دعم دولي للنظام القائم في العراق وهناك تعاظم لدور أصدقاء العراق وأشقائه والجميع يريد إنجاح الحكومة العراقية ".
أما السياسي، عزت الشابندر، فقال بصراحة: "إن ما حصل في 9 نيسان/أبريل لم يكن تحريرا وإنما كان احتلالا، وعن مقارنته الأوضاع قبل ذلك التاريخ وبعده فاعتبر الشابندر، أن "الظاهر يبدو أن ما يجري الآن أفضل من الماضي إلا أن الخوض في تفاصيل الوضع يجعلنا نقول بأن الماضي كان أفضل"، ويختم حديثه بقول واثق بأن "من تسلم سدة الحكم بعد 2003 قام بتبييض وجه صدام حسين".
ما اعتبره السياسي عزت الشابندر، احتلالا قال عنه محمد صابر، وهو مواطن من مدينة الصدر إنه "تغيير سياسي مهم وضروري لأنه نقلنا من نظام دكتاتوري شمولي إلى نظام ديمقراطي تعددي". وتابع: "إلا أنه لا احد يستطيع أن ينكر أن بعض التغييرات كانت سلبية لأن التغيير المفاجئ والفوضوي كان سببا في الكثير من الأزمات والسلبيات التي حصلت بعد ذلك، كان الأجدر أن يكون التغير تدريجيا لا سريعا بهذه الطريقة".
وأضاف: "كل عملية وتجربة تحتاج إلى سنوات طويلة لتنضج وتكتمل فلا توجد ديمقراطية كاملة في أي مكان بالعالم وليس من مهمة أميركا أن تأتي بالديمقراطية فهذه التجربة هي مهمة الشعوب والمجتمعات".
الصحفية نور محمد، قالت: "رغم التحفظات على الحكومات المتعاقبة بعد 2003 إلا أن التجربة عموما تتيح للعراقيين التعلم مما طرأ عليهم بل والاقتراب اكثر من تعلم صنع قرار بشأن مستقبلهم وان كان هذا التعلم بطئ جدا وذا تضحيات جسيمة"، إلا أنها جزمت على أن "الوضع الأمني بدون شك لا يوجد وجه مقارنة بين النظام السابق والحالي ".
واستدركت قائلة: "التغيير كان سيكون صحيحا لو كان من الداخل لكنه خطأ لأنه جاء من الخارج".