وقال عبد الرحمن علي بن محمد الجفري، رئيس الحزب، إن الوحدة فرضت بالقوة فتحولت من رغبة في التقارب إلى وحدة بقوة السلاح، الأمر الذي لم يعد ممكنا في الوقت الحالي أو مستقبلا.
وتابع الجفري: "وتعلمون جميعا أن اليمن الشقيق ذاته (الجمهورية العربية اليمنية سابقا) يمر بمرحلة صعبة ونخشى عليه من التمزق وترك معالجة أموره والاتجاه بالسهام والحراب نحو الجنوب قد يزيد التمزق، ولم يعد الجنوب (جنوب 1994) ولا اليمن الشقيق (يمن 1994)، الذي احتشد على الجنوب، ولا الظروف في العالم هي نفسها".
وأكد رئيس حزب الرابطة: "لا نحمل كرها لأحد، حتى لمن يسيء، ولنا بينكم أصدقاء كثيرون، ولكن لا يوجد جنوبي لم يصبه الجرح، حتى القلة ممن يقولون لكم أنهم معكم، وكذلك فإنه لكثير منا في الجنوب والكثير منكم في اليمن الشقيق لهم صلات رحم وصهر كما هي لنا في البلدان الشقيقة، خاصة المجاورة، كما يوجد أعداد كبيرة من أهالي مدنكم وقراكم قد استقروا في الجنوب العربي وأصبحوا منا ونحن منهم وجزءا من نسيج الجنوب الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والوطني عموما".
وتابع: "من الجنوب من استوطنوا عندكم، وكثير من أبناء الجنوب من عاش واستوطن في المملكة وفي الإمارات وفي عمان والبحرين وقطر والكويت بل وفي أقاصي الأرض".
ووجه الجفري نداء إلى أبناء الشمال، قال فيه: "يا أهلنا في اليمن الشقيق، ويا كل فئات اليمن الشقيق، كل الشعوب تمر بمراحل تتقارب فيها، فتتوافق حينا وتتباعد فيها أحيانا أخرى، وفقا لطبيعة المصالح، ومصالح الشعوب وحركة التاريخ لا تتوقف عند أحداث أو مسميات، وقد سبقنا وإياكم شعوب العالم في العصر القديم والحديث".
وتابع: "وما تجربة إمبراطوريات كبرى في شعوب أوروبية قديمة توحدت ثم انتهت إلى خيارات أخرى، وذهب كل شعب إلى اختياراته، وفي العصر الحديث نتذكر احترام شعب مصر لإرادة شعب سوريا، وغدا شعوب أوروبية ستحترم خيارات الشعب البريطاني".
ودعا الجفري الشمال إلى بناء جسر جديد من الإخوة وتبادل المصالح بعيدا عن اتساع الجروح والكراهية، مضيفا: "أنتم اليوم أكثر حاجة لإنقاذ بلدكم الشقيق وبناء نظامها الذي يخدم شعبكم، ونحن كذلك، ضعوا أيديكم في أيدينا لنهدم الجدار ونطفئ النار ونردم الخندق، ونبني معا جسور المحبة والمصالح المشتركة في دولتين جارتين تقيمان العلاقات السوية بينهما وتتبادلان المصالح الكثيرة وتحفظان حقوق الأخوّة والجوار والرحم".
واستطرد: "تكرار التجارب دمار لأجيال وأوطان، وتدركون أن دولة الجنوب العربي قادمة لا محالة وأن تأتي بالتراضي فذلك ما نود وأن تأتي بمزيد من الدماء فهذا ما نكره فلا تجبرونا على ما نكره".
وتابع الجفري: "نجزم أن كثيرا من العقلاء منكم يكرهون ما نكره، فلا تردوا أيد قوية نمدها لكم بود وصدق، وما قبل هذه الحرب لن يعود كما كان بعدها".
وكانت جمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية قد أعلنت الوحدة مع الجمهورية اليمنية في العام 1990 بعد تحولات عالمية كبرى، وتحولت الدولتان إلى كيان واحد، وأجريت أول انتخابات ديمقراطية في العام 1993.
ورحبت الكثير من الدول العربية والإقليمية بتلك الوحدة، وسرعان ما دبت الخلافات ونشبت الحرب في العام 1994 ولم تنجح أي مفاوضات في التهدئة، وهاجر معظم قادة الجنوب خارج البلاد لسنوات طويلة.
وخلال تلك الفترة نشأ ما يسمى بالحراك الجنوبي بشكل سري، وسرعان ما تطورت الأحداث إلى أن خرج الجنوبيون في مليونيات في العام 2007 وصولا إلى تظاهرات 2011، وأخيرا استحواذ المجلس الانتقالي على مقاليد الأمور في عدن.
